لالة عيشة – LALLA AÏCHA للمخرج السينمائي البدوي.. مسار إمرأة تمتهن الصيد في معركة طاحنة من أجل ضمان لقمة العيش والانعتاق من دوائر وهوامش الفقر
الرباط : خاص لـ “اليوم السابع”
 فيلم “للا عيشة”لمخرجه محمد البدوي،الذي أنتجته شركة “أبوستروف” بدعم من المركز السينمائي المغربي، يعتمد على لغة سينمائية غير معقدة وغير مشفرة، ولا تحتاج إلى اجتهاد كبير من قبل المتفرج لفهم الفيلم والوصول إلى ما يريد التعبير عنه عبر قصة اجتماعية حزينة ومشوقة مليئة بالأحاسيس والصمت الجميل والقلق والأسئلة…

الفيلم يرصد حياة سيدة تدعى “لالة عيشة”، “60 سنة”، متزوجة من “أغيلاس”،” 70 سنة”، ولهما خمسة أطفال تقطن بمنطقة الريف، ومتزوجة ولها خمسة أطفال، كانت تعيل أسرتها بالاعتماد على الصيد، مع بروز الدلافين بأعداد كبيرة إلى السواحل وتمزيقها شباك الصيد سيّغير مجرى حياتها. وتبدأ رحلة الصيادين في البحث عن مورد رزق جديد دون جدوى، إذ يفكر أبناؤها في الحل الأسهل للخروج من ضائقتهم المادية، وهو الهجرة إلى أورب عن طريق قوارب الموت في تجسيد لمعركة طاحنة من أجل ضمان لقمة العيش والانعتاق من دوائر وهوامش الفقر.

وفي تصريحات للمخرج السينمائي حول عمله السينمائي الأمازيغي التالث” قصة الفيلم حول سكان بلدة نائية، بلا فرص عمل، بلا هدف، بلا أحلام، غارقين في الفقر والجهل؛ وليس لديهم ما يفعلونه في الفقاعة سوى الانتظار،وأضاف المتحدث نفسه “ليس للشخصيات سوى تذهب وتأتي كما قال ناقد الفيلم… هذه قصة فيلمي. ناقدنا المحبوب يستوعب القصة عن غير قصد”.
وأردف قائلا : الفيلم له دور اجتماعي، كما أنه يحاول أن ينمي منطقة الريف ثقافيا، وبخصوص انشغاله بمنطقة الريف كبعد ملازم لأعماله كما هو الحال في فيلمه الأول “سليمان” الذي ناقش قصة امرأة ريفية تخلى عنها زوجها وأصيب ابنها بالسرطان، أشار”أنا أركز على المرأة، إن لم نتكلم عن المرأة عن طريق السينما فمن سيتكلم عنها، وهذا هو دور السينما”.

ولفت البدوي أن فيلم “لالة عيشة” و”سليمان” يناقشان “مشاكل المرأة المغربية بصفة عامة وليس المرأة الريفية فقط، بل والمرأة في العالم”.

لغة الفيلم السينمائية لغة شعرية تتماهى مع الفضاءات الرائعة التي اختارها المخرج لتصوير معظم مشاهد الفيلم، وأغلبها فضاءات طبيعية تتخذ من البحر عالما ساحرا منفتحا على بركة التوكل على الله والمغامرة وأشرعة الأمل بحثا عن روح الحياة الجديدة والحب والسلام.
تزهر قيم السلام والتعايش والتسامح في الفيلم في أغلب المشاهد كزهرة اللوتس، معبرة عن أسمى ما تحمله “لالة عيشة “تجاه محيطها وأولادها من حنان وتواضع وعيش مشترك مع باقي الشخوص في صورة تحمل فضائل البراءة وكرامة المرأة ونخوتها التي لا تهزم رغم المحن والصعاب.

ويعرض ثالث أعمال البدوي السينمائية بعد “سليمان” و”فلسطين ، فيلم “للاعيشة”في العرض ماقبل الأول غدا الخميس 9 فبراير 2023بمدينة طنجة ،ليتوالى العرض بأهم القاعات السينمائية وسط اهتمام جماهيري ومتابعة النقاد والمهتمين.


 
							