قصة قصيرة .. صَرْخَةُ آلْمَا .. بقلم القاصة: نجاة الجحيلي

مشاهد خراب مؤلمة هنا وهناك، أطفال، نساء ورجال تحت الأنقاض منهم الأحياء ومنهم الأموات. تُرى ماذا فعلنا نحن كرأي عام؟ تنديد لما يحدث؟ نشر الصور ومقاطع فيديو وبعدها الحولقة على منصات التواصل الاجتماعي؟ تنظيم موائد مستديرة على القنوات الفضائية لنشاهد ونتمعن في صور الأشلاء والخراب؟ وووو….

قالت آلْمَا: ” لم أعرف ولا أعرف من أين أبدأ حكايتي؟

اختلطت علي الأساليب وتبعثرت التعابير مع كثرة الظلم والتعذيب، وظلم ذوي القربى أشدُّ مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند. من منكم لم يشاهد أطفالا في عمر الزهور تحت الركام؟ وآخرون يلعبون ببراءة فوق أكوام الدمار؟

من منكم لم يتوجع لهؤلاء الأطفال؟ ما ذنبنا حتى تقصف مدينتنا بهذا الشكل المفزع والمقزز؟ أَلِأَنَّنَا غزاويون، متشبثون بأرضنا وضيعتنا؟ قُتِلَ الأهلُ والأحباب وبقينا يتامى بلا أهل مشردين بلا مأوى، صدى صوت آبائنا لازال في الآذان وهم يقولون متحسرين: لا إله إلاّ الله، حسبنا الله ونعم الوكيل.. وأمهات ثكلى تستغيث وتحمد الله على كل حال. تُرى من أين لهم بهذا الإيمان الرهيب والقوي؟؟

تحت الأنقاض ناديت على المسعفين والمتطوعين لينقذوا أهلي أولا وأنا بعدُ

هذا ما تعلمته؛ أن أضحي بالغالي والنفيس من أجل أهلي ووطني وأبناء جلدتي لأن الموت لا يخيفني كما أغلب أطفال غزة وشيوخها ونساءها كما رجالها، لقد تعايشنا مع الخوف والدمار تعايشنا مع القصف الدائم فوق رؤوسنا.

هكذا هي أنا “آلْمَا” أتشبت بأمل البقاء أبحث تحت الأنقاض عن أهلي أنادي بأعلى صوتي على أخي الذي لم يبلغ السنتين وعلى أختي رحاب.

سُميتُ آلْما لأن الألم يسكنني والخوف يطاردني وشبح الموت يحاصرني.

تُرى ماذا فعل إخواننا وأصدقاِنا والمتعاطفون مع قضيتنا؟ أكثروا من التنديد نشروا صورنا في كل مكان.

العين تدمع والقلب موجوع ولا زلنا على العهد، لن نستسلم نبتسم رغم القهر والظلم ،نصبر رغم كل الإهانات نرفع شارة النصر، لأننا يوما سننتصر….


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...