– لأن البون شاسع بين المعرفة والجهل.
– لأن البون يتسع بين من قرأ ومن لم يقرأ عبر الزمن.
– لأن الدول التي راهنت على القراءة نجح مشروعها، بينما الدول التي راهنت على الجهل كادت أن تسقط، أو سقطت في براثين الفوضى.
– لأن اللحظة تتطلب الحديث عن الكتاب.
فما الكتاب ؟
الكتاب هو حامل المعرفة ومُصدرها ومستوردها،
كانت (KANT)، طرح هذا السؤال في الجزء الثاني من “أسس ميتافيزيقا الأخلاق”، ويحدده باعتباره منتوج تصنيع وهو في ملكية الذي يقتنيه.وهو عمل ابداعي، وهو في نفس الآن خطاب.
ويترتب عن هذا التعريف، العديد من الإشكاليات المرتبطة بكون الكتاب شيئا ماديا(منتوجا تجاريا) وفي نفس الآن عملا فكريا (خطاب).
وقد مرَّ الكتاب من مراحل عدة، من مخطوطات العصور القديمة إلى المخطوطات المكتوبة، إلى الكتاب المطبوع على مطبعة جوتنبرج إلى الكتاب الاليكتروني أو بأصح تعبير الكتاب الرقمي.
ما دلالة حديث الكتاب؟
أبو حيان التوحيدي قال : ” إذا كانت الراحة في الجهل بالشيء ، كان التعب في العلم بالشيء، وكم علم لو بدا لنا لكان فيه شقاء عيشنا ، وكم جهل لو ارتفع منا لكان فيه هلاكنا.”، وفي قوله هذا يضع أديب الفلاسفة وفيلسوف الأدباء الأصبع على الداء والدواء. بالعلم وحده ننتفض ضد شقائنا وضد هلاكنا. والعمل يمر بالضرورة عبر القراءة.
لكن ابي حيان يقول في مكان قولا آخر : “الناس أعداء ما جهلوا ،ونشر الحكمة في غير أهلها يورث العداوة ويطرح الشحناء ويقدح زند الفتنة.”
لذلك ففي الكتاب يمكننا أن نجد زادنا لتحقيق السعادة ودرء الفوضى وفي الكتاب يمكننا أن نجد نوازع الشقاء وزرع الفتن.
لذلك ما الكتاب المطلوب قراءته أو ما الكتاب الذي يستحق أن ننعته ب “أعز ما يطلب”؟