cndh مواجهات غير مسبوقة بمعبر مليلية خلاصات أولية للجنة الاستطلاع لبناء الوقائع:23وفاة بسبب الازدحام والتدافع الشديد في الباحة الضيقة للمعبر رهن التشريح الطبي ولم تدفن بعد، ولا وجود لأي إطلاق للنار من جانب القوات العمومية المغربية

وفاة 23 شخصا خلال عملية الإقتحام

من جراء الاختناق التنفسي الميكانيكي بسبب الازدحام والتدافع الشديد في الباحة الضيقة للمعبر.

لم يتم دفنهم ، حيث تقرر إجراء تشريح طبي لمعرفة أسباب الوفاة وإجراء تحليل الحمض النووي ADN بما يضمن حقوق العائلات

-لم يعرف التدخل أي إطلاق للنار من جانب القوات العمومية المغربية

-وجود تغير ناشىء وجذري لطبيعة عبور المهاجرين من الناظور إلى مليلية والذي اتسم بالهجوم المباغث والمحكم التنظيم وغير المعتاد من حيث الزمان (النهار)والمكان (المعبر وليس السياج) والأسلوب(الإقتحام بدل التسلق )والمكون (جنسية واحدة تشكل الغالبية المطلقة )

-خصوصية الوقائع :كثافة المشاركين ألفي شخص استعمال المهاجرون العصي والأحجار والأدوات الحادة.

وتضمن التقرير خلاصات أولية ومقترحات.

نظم المجلس الوطني لحقوق الانسان،  بمقره بالرباط صباح اليوم الأربعاء 13 يوليوز ندوة صحافية لعرض نتائج وخلاصات مواجهات غير مسبوقة بمعبر مليلية -خلاصات أولية للجنة الاستطلاع-لبناء الوقائع

وجرى تشكيل اللجنة في وقت سابق بتكليف من رئاسته، لجنة استطلاعية لبناء الوقائع (Etablissement des faits) على إثر المواجهات العنيفة والمؤسفة التي وقعت بالسياج الحدودي الذي يفصل مدينة مليلية عن مدينة الناظور وبالمعبر الحدودي المعروف بالحي الصيني “باريو تشينو” صباح الجمعة 24 يونيو 2022 والتي أدت إلى وفاة 23 من المهاجرين، وإصابة 217 بجروح متفاوتة الخطورة بين المهاجرين وعناصر القوات العمومية، والتي تداولت صورها وسائل إعلام وطنية و دولية و تفاعلت معها منظمات حقوقية دولية و مؤسسات أممية.

لماذا المهمة الاستطلاعية

  1. اعتبارات المهمة

طبقا للفصل 161 من الدستور والفصلين 04 و05 من القانون المتعلق بإعادة تنظيم المجلس الوطني لحقوق الإنسان[1]، وبناء على المقتضيات ذات الصلة بتوصية 134/48 للجمعية العامة الخاصة بمبادئ ولاية المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان[2] (مبادئ باريس) وخاصة تلك المرتبطة بحماية حقوق الإنسان وأولويات عمل مؤسسات المصنفة أ- لضمان فعالية تنفيذ المعايير الدولية لحقوق الانسان

ونظرا للأهمية التي يوليها الرأي العام الوطني والدولي لقضايا الهجرة وللإرادة العليا الثابتة لبلدنا للعمل على حماية حقوق المهاجرين وتوفير فضاء اندماجهم.

وبالنظر إلى العناية الخاصة التي يوليها المجلس لقضايا الهجرة وحماية حقوق المهاجرين والنهوض بها، وما ترتب عنها من تخصيص منذ 2019، لجزء من تقريره السنوي حول حالة حقوق الإنسان، لأوضاع المهاجرين واللاجئين ببلادنا وإصدار توصيات في الموضوع.

واعتبارا لكون المجلس الوطني لحقوق الإنسان يرأس فريق العمل حول الهجرة بالشبكة الإفريقية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، مع ما تستلزمه هذه الصفة من حرص على تبني المبادرات المبتكرة الهادفة، إلى تنسيق عمل الشبكة في مجال حقوق المهاجرين وتعزيز آليات تدخل المؤسسات الوطنية الافريقية لحماية حقوق هذه الفئة.

 

  1. إحداث اللجنة

حددت مهمة اللجنة الاستطلاعية، التي تتكون من السادة، محمد العمارتي، منسق اللجنة، رئيس للجنة الجهوية لحقوق الانسان بالشرق و محمد شارف، رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الانسان بجهة سوس ماسة وعبد الرفيع حمضي، مدير الرصد وحماية حقوق الانسان والدكتور العادل السحيمي، عضو اللجنة الجهوية بالشرق في الاستماع الى السلطات المحلية حول تدبيرها لهذه الأحداث واستيضاح أسباب حصولها وحيثيات وملابسات ومخلفات وقوعها ، بناء على ما تجمع  من المعلومات و المعطيات والإفادات  الموثوقة من مختلف المصادر الرسمية و من الفاعلين المدنيين  في مجال حماية حقوق المهاجرين واللاجئين بالناظور، والاستماع للجرحى المهاجرين  وذلك  سعيا لاستجلاء  وتحديد وحصر الوقائع التي حصلت، وفهم سياقها وأماكنها والتسلسل الزمني لحصولها والأطراف التي شاركت فيها وجمع المعطيات حول الأحداث المؤلمة،  التي تميزت بعنف حاد وغير مسبوق خاصة ما عرفتها منطقة معبر “Barrio Chino” ما بين مدينتي الناظور و مليلية بتاريخ 24 يونيو 2022  وما ترتب عنها من وفيات وإصابات متفاوتة الخطورة.

وارتأى المجلس إحداث لجنة استطلاعية لمحاولة فهم النمط غير المسبوق لعبور المهاجرين للسياج وما ترتب عنه من مواجهات عنيفة، بما فيها تلك التي حصلت قبل يوم 24 يونيو 2022، كما السعي إلى :

  • الوقوف على حقيقة الادعاءات التي تم تداولها بشأن عدم تقديم الإسعافات للمصابين ودفن المتوفين واستعمال الرصاص الحي، وتحديد انتهاكات حقوق الإنسان المحتملة، خلال عملية تدخل القوات العمومية؛
  • التأكد من حقيقة المعطيات المنشورة المتعلقة بهذه الأحداث؛
  • نشر معطيات في مواقع صحفية وشبكات التواصل الاجتماعي؛
  • التحقق من ملابسات وظروف وقوع أحداث تتجاوز المحاولات المألوفة لعبور المعبر بشكل سلمي وجماعي؛
  1. منهجية لجنة الاستطلاع

اعتمدت اللجنة على تكييف منهجية استطلاعها مع هذه الجدة من حيث الكم من الأحداث وطبيعتها. وعقدت لقاءات واجتماعات مع عامل إقليم الناظور ومع الوكيل العام للملك لمحكمة الاستئناف بالناظور والمندوب الإقليمي بالنيابة لوزارة الصحة، والطبيبة مديرة المستشفى الإقليمي الحسني بالناظور وعدد من ممثلي جمعيات المجتمع المدني العاملة في مجال الهجرة، واستمعت لعدد من الجرحى المهاجرين كما زارت اللجنة مجموعة من أجنحة المستشفى الإقليمي بالناظور ومستودع الأموات التابع له والمعبر الحدودي “باريو تشينو” والسياج الفاصل بين الناظور ومليلية الذي حاول المهاجرون تسلقه من أجل العبور يوم الجمعة 24 يونيو 2022، كما انتقل أعضاء اللجنة الى منطقة محاذية لمعبر “باريو تشينو” لمعاينة مقطع من الطريق التي سلكها المهاجرون للاتجاه نحو المعبر والسياج الحدودي وزيارة معاينة لمقبرة “سيدي سالم”.

واعتمادا على ما تم تجميعه من وقائع ومعطيات من طرف اللجنة الاستطلاعية وبناء على التقاطعات الحاصلة بين مختلف المصادر، يقدم المجلس الوطني لحقوق الانسان للرأي العام والمتتبعين ما توصل إليه من وقائع وخلاصات أولية.

     I.       الهجرة غير النظامية بإقليم الناظور

قدمت السلطات المحلية معطيات ذات صلة بمحاولات اجتياز السياج الحديدي المحيط بمدينة مليلية والتي تؤكد أن محاولات اجتيازه انطلقت منذ 2005، وأنها تعرف تزايدا مضطردا بفعل ديناميات الهجرة نحو الشمال، الناجمة عن الحروب والفقر والتغيرات المناخية.

تميز هذا الضغط على عبور السياج الفاصل بين الناظور ومليلية في بداية الألفية الثالثة بحضور كبير للمهاجرين من افريقيا الغربية على الخصوص.

عرفت المنطقة خلال السنة الماضية وبداية من هذه السنة، وبشكل مفاجئ وصول أعداد كبيرة من المهاجرين القادمين من شرق إفريقيا خاصة من السودان والتشاد، علما أن المهاجرين القادمين من افريقيا الشرقية، كانوا يتخذون من ليبيا معبرا رئيسيا نحو الضفة الشمالية.

ويتخذ المهاجرون المرشحون للهجرة غير النظامية من الغابات الشاسعة بالإقليم قاعدة خلفية لتنظيم حملات الهجوم على السياج الحديدي المحيط بمدينة مليلية وفق أنماط وأساليب محكمة التنظيم.

وعزت السلطات المحلية صعوبة الحد من الظاهرة بالإقليم إلى ثلاثة أسباب:

  • اتخاد ظاهرة الهجرة غير النظامية بالإقليم طابعا “جرميا” على اعتبار ارتباط مجموعة من هؤلاء المهاجرين بشبكات ومافيات الإتجار في البشر حيث سبق أن فككت السلطات الأمنية المختصة مجموعة من الشبكات والمنظمات وأحالتهم على العدالة. وحسب المعلومات المتوفرة، فإن السلطات قامت بتفكيك أكثر من 1300 شبكة للاتجار بالبشر خلال السنوات الخمس الماضية، منها 256 شبكة خلال سنة 2021 و 100 شبكة إلى غاية شهر ماي 2022 ؛
  • طول السياج الحديدي المحيط بمدينة مليلية والذي يبلغ 13 كلم مما يجعل عملية مراقبته في غاية الصعوبة،
  • التدفق المستمر للمهاجرين على الإقليم خصوصا القادمين عبر الحدود الشرقية للمملكة.

ويمكن تصنيف الهجرة غير النظامية بالإقليم، إلى ثلاثة أنماط :

  • النمط الأول : تلجأ له فئة من المهاجرين ممن توفرت لديهم الإمكانيات المادية والذين غالبا ما يلجؤون إلى شبكات تهريب البشر عبر البحر، حيث يعمل المهربون على نقلهم بمقابل مادي خلسة عبر البحر على متن قوارب سريعة، وفور اجتيازهم لخط الحدود البحرية بين المملكة المغربية والمملكة الاسبانية يربطون الاتصال عبر هواتف مرتبطة بالأقمار الصناعية بمنظمات إسبانية تعمل في مجال الهجرة تقوم بإخبار السلطات الاسبانية لإنقاذهم في عرض البحر.
  • النمط الثاني: أو “النمط التقليدي” وهو نمط يعتمد تسلق السياج الحديدي بمجموعات كبيرة واختيار توقيت متأخر من الليل وتفادي المواجهة المباشرة مع القوات العمومية مع الحرص على اختيار عنصر المباغتة والمفاجأة، وتعمد هذه الفئة من المهاجرين الى التراجع والانسحاب بدل مواجهة القوات العمومية، ويندرج في هذه الفئة، حسب السلطات، المهاجرون المنحدرون من بلدان غرب افريقيا (مالي، السنغال، غينيا، الكاميرون، كوت ديفوار …)
  • النمط الثالث: الذي يمثل ظاهرة جديدة وناشئة برزت معالمها منذ مارس من العام الحالي وتتكون من المهاجرين المنحدرين من السودان خاصة وتتميز بالرهان على عنصر الكثرة العددية للمرشحين للهجرة، والهجوم على السياج في واضحة النهار وفق تنظيم محكم وبأعداد كبيرة وفي تحد واضح للقوات العمومية، مع التوجه إلى أبواب السياج ومحاولة كسرها دون التسلق إليها بالضرورة، واستعمال العنف كاستراتيجية لمواجهة القوات العمومية، كما حدث خلال اقتحامات شهر مارس سنة 2022.

 II.       مواجهات متعددة

ويستفاد من المعلومات والمعطيات التي استقتها اللجنة من الإدارة الترابية، أن الهجرة بالإقليم عرفت تحولا في المدة الأخيرة، لا سيما بعد وصول موجة جديدة من المهاجرين الى المنطقة ابتداء من منتصف سنة 2021، حيث بدأت تكتسي “طابعا عنيفا” بعد سيطرة المهاجرين على بعض نقاط التزود بالماء ومنع الساكنة المحلية من استغلالها، وتعرض بعض السكان لممارسات استفزازية ولبعض التهديدات.

فبعد فترة من الهدوء التي أعقبت اقتحامات السياج الحديدي خلال شهر مارس 2022 استأنف المهاجرون من جنسية سودانية التوافد على إقليم الناظور عبر القطارات والحافلات ابتداء من منتصف شهر يونيو، رغم تشديد السلطات المراقبة على محطات القطارات ووسائل النقل العمومية وسدود المراقبة على الطرقات ومداخل المدينة خصوصا من جهة الشرق، وذلك لتفادي حدوث المواجهات العنيفة التي شهدها شهر مارس 2022.

ونتيجة لذلك، غير المهاجرون من طريقة تنقلهم للوصول الى إقليم الناظور حيث شرعوا في التنقل ليلا عبر مسالك بعيدة عن مراقبة السلطات كما أصبحوا يتحركون عبر مجموعات صغيرة لا تفوق خمسة أشخاص أو التنقل فرادى للتوجه نحو نقاط محددة في الغابات.

كثفت السلطات، أمام التغير الحاصل في طرق ومسالك التوافد على إقليم الناظور من طرف المهاجرين، عملياتها التمشيطية لرصد مناطق استقرار المهاجرين الذين وجدوا في غابة “بوقويا” والتي لم تكن تعرف من قبل تواجدا للمهاجرين بها، حيث اتخذوا من مرتفعات الغابة مكانا لاستقرارهم ووضعوا المتاريس والأحجار في كل المسالك المؤدية لمكان تحصنهم.

ونظمت السلطات المحلية، بتاريخ 18 يونيو 2022 عملية تمشيطية بغابة بوقويا أدت إلى صدام بين القوات العمومية والمهاجرين المنحدرين في غالبيتهم من جنسية واحدة واستعمالهم لعنف شديد بعدما تحصنوا أعلى قمة الجبل، وأمطروا القوات العمومية بوابل من الحجارة، بل واصلوا هجومهم على القوات العمومية رغم انسحابها. وأبدى المهاجرون خلال المواجهة “تنظيما محكما ينم عن معرفة بالتكتيكات الدقيقة المتمثلة في توزيع المهام والأدوار والتمرس في أماكن وعرة للتمكن من محاصرة القوات العمومية من مختلف الجوانب، وكذا التراجع التكتيكي إلى أعلى الجبل لاستدراجها حيث يسهل محاصرتها[3].

وقد قام المهاجرون بعمل غير مسبوق يوم 18 يونيو تمثل في احتجاز 5 عناصر من القوات العمومية كرهائن بالإضافة إلى العديد من وسائل حفظ النظام كالخودات والدروع الواقية[4] اضطرت معه القوات العمومية للتراجع والتفاوض مع المهاجرين الذين أفرجوا على أربعة رهائن بدون شروط مع احتفاظهم بالرهينة الخامسة، الذي تعرض لمس خطير لسلامته الجسدية، الذي أفرج عنه فيما بعد، بعد مفاوضات أدت كذلك إلى استرجاع معدات حفظ النظام المحجوزة.

كما أصيب، خلال هذه العملية، 56 عنصرا من القوات العمومية إصابات متفاوتة الخطورة نقلوا على إثرها إلى المستشفى الإقليمي الحسني بالناظور لتلقي العلاجات اللازمة.

وانسحب المهاجرون، بعد هذه العملية، عبر مجموعات صغيرة ومتباعدة في الزمن في اتجاه الغابات المجاورة، وتحصنوا في غابة “ازنودن” التابعة ترابيا لجماعة “ايحدادن” التي تبعد حوالي 20 كلم عن مدينة مليلية، وهي عبارة عن مرتفع شديد الوعورة ومكان استراتيجي يمكن من مراقبة كل التحركات من مسافات بعيدة.

 وحسب السلطات ورغبة في تحييد الخطر الذي باتت تشكله هذه المجموعة من المهاجرين بعدما أبدوا عنفا شديدا وغير مبررا، قامت السلطات العمومية بتنظيم عملية تمشيط في غابة ازنودن يوم 23 يونيو 2022 غير أنها ووجهت بعنف أشد، خلف 116 إصابة في صفوف القوات العمومية بينها 7 حالات خطيرة.

في صبيحة يوم الجمعة 24 يونيو 2022 قام حوالي 2000 مهاجر بالانتقال سيرا على الأقدام في مجموعات متفرقة ومنظمة من مكان تمركزهم في غابة “ازنودن” في اتجاه مدينة مليلية، التي تبعد بحوالي 20 كلم عن المعبر، حيث شوهدوا في منطقة أولاد سالم في حدود الساعة السادسة والنصف صباحا قبل أن يواصلوا التوجه نحو السياج الحديدي في حدود الساعة السابعة صباحا، وتفرقوا لمجموعتين قصدت الأولى أحد أبواب السياج في حين اتجهت المجموعة الثانية  الى المعبر الحدودي “باريو تشينو” قبل أن يتوجه الجميع صوب المعبر ليتسلقوا أسواره، غير أنهم، وفور ولوجهم إلى باحة المعبر وتوجههم إلى الأبواب الدوارة (Tourniquets)   الفاصلة مع مدينة مليلية و المحكمة الإغلاق (ظل مغلقا لمدة تزيد عن ثلاث سنوات) ظلوا عالقين في فضاء ضيق.

  1. الاطلاع على فيديوهات وصور مواجهات المهاجرين للقوات العمومية.

اطلع فريق المهمة الاستطلاعية على 11 شريط فيديو التقطتها السلطات وأعوان السلطة وبعض المواطنين، يمكن تقسيمها إلى مجموعتين:

  • المجموعة الأولى : توثق مواجهة المهاجرين للقوات العمومية خلال العمليتين التمشيطيتين التي قامت بها السلطات في جبلي بوقويا و إزنودين يومي 18 و23 يونيو 2022 وتظهر اشتباكا بين قوات الأمن والمهاجرين في مناطق غابوية تستعمل فيه القوات العمومية العصي و الغاز المسيل للدموع، ومواجهة من طرف المهاجرين الحاملين لعصي والحجارة والمنظمين بشكل جيد، مستغلين وعورة التضاريس و تفوقهم العددي وعلو مواقعهم، لاستدراج قوات الأمن العمومية ومحاصرة عناصرها، ويظهر كذلك  في التسجيلات استيلاء المهاجرين على بعض معدات رجال الأمن كالخوذات و الدروع الواقية. فيما يبين فيديو آخر مجموعة من المهاجرين وهي تحتجز عنصرا من القوات العمومية قبل أن تدخل في مفاوضات مع السلطات حول إطلاق سراحه، ويقود المفاوضات من جانب المهاجرين بعض العناصر الملثمة والذين، حسب السلطات، يعتبرون قادة المجموعة ويعملون على إخفاء وجوههم. ويوثق تسجيل آخر لعدد من عناصر القوات العمومية المصابين خلال المواجهات، بالإضافة إلى المعدات (الخودات والذروع) التي تم استرجاعها من المهاجرين.
  • المجموعة الثانية: تتعلق بالهجوم على السياج الحديدي يوم 24 يونيو 2022، وتظهر حشدا كبيرا من المهاجرين ينزل من الجبال المجاورة حاملين للعصي ولحقائب على ظهورهم محملة بالحجارة، ويستمر الحشد في التوجه نحو السياج الحديدي فيما تبتعد قوات حفظ النظام نظرا للعدد الكبير للمهاجرين الذين يرشقون القوات العمومية بالحجارة، وترد القوات العمومية بإلقاء القنابل المسيلة للدموع، ثم تهاجم مجموعة من المهاجرين بوابة حديدية للمعبر بينما تنتقل مجموعة أخرى لتسلق الأسوار المحيطة بباحته. ونظرا للعدد الكبير من المهاجرين الذين يتسلقون السياج الذي يعلو الأسوار ينهار جزء منه بالمهاجرين الذين كانوا عالقين به.

تظهر مقاطع فيديو أخرى تجمع المهاجرين داخل باحة المعبر مع تسلق بعضهم للسور الحديدي المحيط بمدينة مليلية، في حين بقيت عناصر القوات العمومية خارج المعبر. ويظهر في مقطع أخر تجمع للمهاجرين داخل المنطقة الفاصلة بالمعبر والتي تضم الأبواب الحديدية الدوارةTourniquets  (ظلت مغلقة لمدة تزيد عن ثلاث سنوات. (

وبحكم ضيق الفضاء، وإصرار الحشد الكبير من المهاجرين على التسلل الى مليلية ، وقع تدافع شديد أدى إلى إصابة عدد كبير منهم بإصابات متفاوتة الخطورة نقلوا على إثرها إلى المستشفى الإقليمي الحسني لتلقي العلاج قبل أن  يعلن عن وفاة 23 من المقتحمين. كما أسفرت الأحداث عن إصابة 140 عنصرا من القوات العمومية و77 من المهاجرين بإصابات متفاوتة الخطورة، ونقلت 5 حالات، كانت إصابتها خطيرة تستدعي تدخلا جراحيا عاجلا، إلى المستشفى الجامعي محمد السادس بمدينة وجدة.

تدخل القوات العمومية واستعمال القوة في مواجهة المهاجرين    

تأكدت اللجنة من المعطيات التي توصلت إليها أن القوات العمومية كانت تحمل العصي والغاز المسيل للدموع، ولم تكن تحمل أسلحة نارية ولم يعرف التدخل أي إطلاق للنار من جانب القوات العمومية المغربية. كما تبين لها أن عناصر القوة العمومية كانت في حالة رد لخطر حال نظرا للعدد الكبير للمهاجمين المسلحين بالعصي والحجارة حيث تم إحصاء حوالي 600 عصى من مخلفات عملية الاقتحام.

واتسمت مواجهة المهاجرين لقوات حفظ النظام بعنف شديد، بالإضافة إلى طبيعة الهجوم غير المعتاد من حيث الزمان و المكان، ذلك أن عمليات الاقتحام عادة ما كانت تحدث في الليل و في نقاط أخرى من السياج الحديدي.

 وبخصوص بعض الفيديوهات المتداولة والتي تبين استعمال العنف في حق مهاجرين مستلقين على الأرض، وبعد استفسار السلطات المحلية حولها أكدت أن الأمر يتعلق بحالات معزولة وفردية، إلا أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان يعتبر أنها سلوكات لا يمكن تبريرها.

  1. تداعيات المواجهات

قامت اللجنة الاستطلاعية بزيارات ولقاءات من أجل تحديد ما ترتب عن المواجهات، ومنها:

 زيارة للمستشفى الإقليمي الحسني بالناظور: اجتمعت اللجنة   مع المندوب الإقليمي بالنيابة للصحة والسيدة مديرة المستشفى بمعية طاقمها الطبي، وقام أعضاء اللجنة بزيارة جميع مرافق المستشفى التي يخضع فيها المصابون في مواجهات يوم 24 يونيو للعلاج والمراقبة الطبية. وأطلعت مديرة المستشفى أعضاء اللجنة على كل التدابير التي اتخذت من أجل التكفل الطبي والاستشفائي بجميع الضحايا، حيث أكدت انه فور التوصل بخبر وجود ضحايا من الجرحى والمصابين نتيجة المواجهات بين عناصر القوات العمومية والمهاجرين، تم الاتصال بطبيب المركز الصحي القريب من موقع الأحداث وفريقه وتكليفه بالقيام بعملية فرز المصابين حسب خطورة حالتهم.

 العناية الواجبة للمصابين: رصدت اللجنة خلال زيارتها ومن خلال اطلاعها على ملفات الجرحى والحوار معهم والتداول مع المندوب الاقليمي للصحة ومديرة المستشفى أن السلطات المحلية قدمت الإسعافات الطبية اللازمة للجرحى والمصابين حسب الإمكانيات المتوفرة والمتاحة كما وفرت العلاج والتدخلات الجراحية اللازمة في المستشفى الإقليمي بالناظور والمستشفى الجامعي بوجدة .

تفعيل المخطط الخاص بلجنة الطوارئ: تم تنفيذ المخطط الخاص عند حدوث الكوارث، وتفعيل خلية القيادة والتنسيق للاستغاثة (cellule de commandement et de coordination)، وتعبئة كل الأطقم الطبية والتمريضية والإدارية، وتدعيم أطقم قسم المستعجلات من أجل استقبال الحالات الواردة، حيث تم ارجاء جميع الفحوصات الطبية والاستشفائية الغير مستعجلة الى وقت لاحق، بما فيها الاشعاعية، البيولوجية و الجراحية.

 عملية تصنيف المصابين: أمام النقل المتزايد للجرحى الى المستشفى دفعة واحدة منذ صبيحة ذلك اليوم، تمت عملية فرز ثانية من أجل تصنيف الجرحى من الضحايا كل حسب حالته وتوجيههم حسب خطورة الإصابة، حيث أنه، استنادا على ما هو مثبت من خلال تصفح النظام المعلوماتي الاستشفائي ومراجعة جميع السجلات المتوفرة بجميع الأقسام التي تمت زيارتها بما فيها قسم المستعجلات والاستقبال وباقي المصالح الاستشفائية، ومن خلال الاطلاع على الوثائق الموضوعة رهن إشارة أعضاء اللجنة، تبين لها احترام التدابير التالية:

توفير الإسعاف والعلاج للمصابين: تـأكدت لجنة المجلس من توفير الإسعافات والعلاج لكل المصابين حيث عبأت السلطات المحلية، فور حدوث محاولة الاقتحام، 20 سيارات إسعاف لنقل المصابين والجرحى إلى المستشفى الإقليمي الحسني بالإضافة إلى تعبئة عدد كبير من سيارات الإسعاف التابعة للوقاية المدنية وللجماعات المحلية وللخواص للمساهمة في جهود نقل المصابين بما فيها نقل 5 حالات مستعجلة إلى المركز الاستشفائي الجامعي بوجدة.

كما أن الطاقم الطبي للمستشفى الإقليمي واكب عملية الإسعاف والإنقاذ بتعبئة واستنفار كبيرين مكنا من إسعاف معظم الحالات بالإضافة إلى إجراء عمليتين جراحيتين دقيقتين لحالتي إصابة على مستوى الرأس لمهاجرين.

وفاة 23 شخص خلال عملية الاقتحام: سجلت اللجنة الاستطلاعية حول أحداث اقتحام المعبر ما بين الناظور ومليلية، وبعد لقاءاتها مع مختلف الفاعلين والاطلاع على مختلف وثائق المستشفى وما جمعته من معلومات وما سجلته خلال زيارتها لمستودع الأموات بكل أسف وفاة 23 من المهاجرين الذين حاولوا اقتحام المعبر والتي تتوزع كالتالي:

  • 5 حالات وصلت متوفية (Arrivés décédés) .
  • 13 منهم توفوا رغم كل المجهودات الطبية التي بذلت لإنقاذهم.
  • 5 اخرين توفوا في الساعات الأولى لليوم الموالي

 ملابسات الوفاة :  أوضح الطبيب عضو اللجنة، أنه  تبين من خلال المعاينة الطبية والفحص الظاهري الخارجي لجثث المهاجرين أن لا وجود لآثار كدمات أو نزيف دموي خارجي، فالأعراض الخارجية للجثث التي تمت معاينتها تتطابق طبيا مع حالات وفاة من جراء الاختناق التنفسي الميكانيكي ، و أن تحديد السبب الحقيقي الذي قد يكون أدى إلى الوفاة، يستلزم إجراء التشريح الطبي، وأنه لاحظ على كل الجثث التي عاينها الأعراض التالية:

  congestion cervico-faciale 

rougeur, cyanose des ongles et de lèvres  

visage bleu

 ويمكن ان يعزى عدد الوفيات إلى الازدحام والتدافع الشديد الذي حدث أثناء محاولة الاقتحام نتيجة تكدس عدد كبير من المهاجرين في الباحة الضيقة للمعبر الذي كانت أبوابه مغلقة بإحكام.

La suffocation qui a entrainé la mort est provoquée fort probablement par une énorme compression thoraco-abdominale, elle-même due à l’agglutination du nombre important des victimes dans un espace clos (catastrophe de masse), avec mouvement de foule en panique.

العناية بالمصابين: تفقدت اللجنة جميع المصالح الاستشفائية حيث يرقد الجرحى وتمت معاينة جميع الحالات ذات تشخيصات مختلفة من كسور على مستوى الرأس والدماغ، منهم من خضع لعملية جراحية مستعجلة، ومن أصيبوا على مستوى الأطراف العليا ومن عولج طبيا بترميم الكسر بالجبيرة الطبية ومنهم من خضع لعملية جراحية لتثبيت الكسر، وعلى مستوى الأنف والأسنان وعظام الوجه، والتي تستلزم تدخلا جراحيا تقويميا مبرمجا خلال الأيام المقبلة.

واستقبل المستشفى 140 عنصرا مصابا من القوات العمومية:

  • 12 تم استشفائهم hospitalisés)) في مختلف المصالح؛
  • 35 أحيلوا على مصلحة ترميم الكسور بالجبيرة الطبية بعد ثبوت تعرضهم لكسور؛
  • 93 عنصرا: مصابين برضوض، تمت معالجتهم والتكفل بهم دون ضرورة استشفائهم؛

 كما استقبل المستشفى 77 من المهاجرين المصابين:

  • 27 حالو من المهاجرين صنفت حرجة استدعت تدخلا من أجل انقاذهم بقسم الإنعاش و13 منهم توفوا رغم كل المجهودات الطبية التي بذلت لإنقاذهم؛
  • 09 تم استشفائهم بقسم الإنعاش وتوفي 05 منهم في الساعات الأولى لليوم الموالي، و04 منهم كانوا يرقدون بقسم الإنعاش، 02 منهم كانوا موضوعين تحت التنفس الاصطناعي بهذه المصلحة؛
  • 05 من هؤلاء الضحايا تم نقلهم الى المستشفى الجامعي محمد السادس بوجدة في اليوم نفسه لضرورة تلقي العلاج في بعض التخصصات الدقيقة لهذه المؤسسة الاستشفائية؛
  • 10 حالات تم استشفائهم بمصلحة جراحة العظام والكسور، ومصلحة جراحة الدماغ والأعصاب، ومصلحة العيون والحنجرة والأنف؛
  • 16 حالة تم تقديم لهم اسعافات أولية والتكفل الطبي وغادروا المستشفى نظرا لعدم خطورة اصابتهم؛
  • 10 حالات تم استشفاؤها بمصلحة جراحة العظام والكسور، ومصلحة جراحة الدماغ والاعصاب، وبمصلحة العيون والانف والحنجرة.

وحسب المعطيات التي اطلعت عليها اللجنة، فإن 18 حالة سجلت في أكثر من مصلحة بالمستشفى لكونها استلزمت تدخل اختصاصات طبية مختلفة. خضع ما مجموعه 197 مصاب ما بين المهاجرين والقوات العمومية لفحص بالأشعة السينية، و47 حالة استفادت من الفحص الاستعجالي بجهاز سكانير على مستوى الراس والدماغ).

  1. إفادات لعدد من المهاجرين المصابين

اغتنم، أعضاء اللجنة الاستطلاعية الزيارة للمستشفى الحسني بالناظور للاطلاع على الحالة الصحية للمصابين وظروف استشفائهم، والاستماع إلى تسعة من المهاجرين المصابين، الذين كانت حالتهم الصحية مستقرة.

وبعد تعريف فريق اللجنة الاستطلاعية بنفسه وطبيعة مهامه، سئل المهاجرين عن ملابسات وظروف إصابتهم. وأكد اثنين من المهاجرين أنهما كانا يحاولان عبور السياج الحديدي، ضمن أعداد كبيرة، وأنهما لا يتذكران تفاصيل سقوطهما، حيث استعادا وعيهما داخل المستشفى، ولازالا يخضعان للعلاج.

أكد اربعة مصابين)  ثلاثة  منهم من دارفور ، وواحد  من أم درمان(، أنهم غادروا السودان منذ سنة 2019،  ولم يحددوا تاريخ وصولهم للمغرب، وأنهم خلال أحداث  الجمعة 24 يونيه 2022، كانوا  يحاولون العبور، إلا أنه ونظرا لضيق المكان، والعدد  الكبير للمهاجرين، وإصرار الجميع على المرور بأية وسيلة، وفي نفس الان،  وبالنظر إلى حالة الخوف والارتباك،  من التعرض للاعتقال والمتابعة القضائية، واعتبارا لحجم التدافع الهائل، وأمام إغلاق أبواب المعبر بإحكام، سقط عدد كبير منهم، فتعرضوا للدهس والرفس بشكل قوي من طرف رفاقهم، فكانت النتيجة عدد من الوفيات، وإصابات متفاوتة الخطورة على مستوى  الرأس والكسر على مستوى الأطراف والجروح والرضوض، بالإضافة إلى حالة الاختناق الحاد والإغماء. 

III.       التحقيق القضائي

عقد أعضاء اللجنة لقاء مع الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالناظور حول النقاط التالية:

استعمال القوة العمومية: أكد الوكيل العام للملك أن القوات العمومية قامت بواجبها في احترام تام للقانون ولم تلجأ لاستعمال العنف المفرط رغم الطبيعة العنيفة للمهاجمين وعددهم الكبير، حيث كانت القوات في مواجهة مع ما يناهز 2000 من المهاجرين المسلحين بالحجارة والعصي والأسلحة البيضاء وأكد أيضا بأن قوات حفظ النظام لم تلجأ لاستعمال السلاح الناري وأن الوفيات في صفوف المهاجرين ناتجة عن تدافعهم بأعداد كبيرة داخل باحة المعبر والممر الضيق المؤدي إلى البوابة الحديدية المغلقة بإحكام من الجانب الآخر.

المتابعون وضمانات المحاكمة العادلة: أفاد الوكيل العام أن النيابة العامة تابعت 65 مهاجرا من الموقوفين إثر الأحداث التي عرفها المعبر، أحيل 29 منهم على غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالناظور بتهم تتعلق بجنايات، فيما أحيل 36 معتقل على المحكمة الابتدائية بتهم تتعلق بجنح.

أكد الوكيل العام للجنة المجلس تمكين المتهمين من محامين في إطار المساعدة القضائية وإجراء التشريح الطبي اللازم على جثث المتوفين لتحديد أسباب الوفاة.

تحديد هوية المعتقلين والمتوفين وإجراء التشريح الطبي وتحليل الحمض النووي (ADN)

أوضح الوكيل العام أن المعتقلين صرحوا بجنسيتهم، ذلك أن أربعة متهمين من بين الخمسة والستين معتقلا يحملون الجنسية التشادية فيما يحمل الباقي الجنسية السودانية.

وحول تحديد هوية المتوفين أكد المسؤول القضائي أن النيابة العامة أمرت بإجراء تشريح طبي لمعرفة أسباب الوفاة. أما فيما يخص تحديد الهوية فقد أكدت اللجنة على أهمية وضرورة إجراء تحليل الحمض النووي (ADN) .

زيارة معاينة إلى مقبرة سيدي سالم

انتقل فريق اللجنة إلى مقبرة سيدي سالم لمعاينة المقبرة، حيث عاين أعضاء الفريق مجموعة من العمال يقومون بحفر قبور، واستفسرتهم اللجنة حول عملية الحفر فأكدوا لها أنها أشغال اعتيادية يومية لتهيئة قبور جديدة.

وتؤكد اللجنة الاستطلاعية انه لم يتم دفن أي مهاجر توفي خلال اقتحام السياج، وأن الوفيات لازالت بمستودع الأموات.

 وضعية المهاجرين غير المصابين

حسب المعطيات المتوصل بها والمتقاطعة فيما بينها، فقد تمكنت مجموعات من المهاجرين من العودة الى الجبال المجاورة لمدينة مليلية فيما عملت السلطات على نقل باقي المهاجرين إلى مدن أخرى بالمملكة عبر رحلات تؤمنها حافلات .

إفادات جمعيات غير حكومية

عقدت اللجنة اجتماعين يوم 28 يونيو 2022 مع أربعة ممثلين عن فرع الجمعية المغربية لحقوق الانسان بالناظور وممثلين عن جمعية ثسغناس للتنمية والثقافة. وتعذر عقد لقاء مع جمعية أخرى بالناظور.

  • الاستماع إلى أعضاء فرع الناظور للجمعية المغربية لحقوق الإنسان صرحوا ان الفرع رصد من خلال عمله الميداني في الشهور الثلاثة الأخيرة أن السلطات كثفت من عمليات إبعاد المهاجرين. الأمر الذي اعتبرته الجمعية لعبا لدور الدركي من طرف المغرب لصالح أوروبا، حيث طاردت السلطات المهاجرين في جبال تبعد أكثر من 20 كلم عن المعبر خاصة خلال شهر مارس ويومي 18 و 23 يونيو 2022.

أما فيما يخص أحداث يوم الجمعة 24 يونيو 2022، أكد أعضاء الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أنها تشكل سابقة في تاريخ تدفقات الهجرة على السياج الحديدي لبني أنصار، حيث اتسمت باستعمال العنف الشديد من طرف المرشحين للهجرة ومن طرف القوات العمومية، وأنه خلال عملية اقتحام المعبر الحدودي تراجعت القوات العمومية إلى الوراء قبل أن تحاصر المهاجرين داخله وتلجأ لاستعمال العصي والغاز المسيل للدموع مما أدى الى إصابات.

كما أكد أعضاء الفرع أنه رغم توفير السلطات لحوالي 20 سيارة اسعاف بالاستعانة بالجماعات المحلية لنقل المصابين والجرحى، إلا أن العدد الكبير للمصابين وعدم توفر المعدات لإسعاف الجرحى بعين المكان أدى إلى ارتفاع الخسائر في الأرواح.

فيما نوه أعضاء مكتب الجمعية بتعبئة واستنفار الفرق الطبية بالمستشفى الإقليمي التي قامت بعمل جبار مكن من اسعاف ومعالجة عدد كبير من الجرحى والمصابين رغم محدودية الامكانيات المتوفرة به.

وعزت الجمعية أسباب وقوع ضحايا في الأرواح إلى التدافع الشديد للمهاجرين داخل المعبر والعنف الممارس من طرف القوات العمومية بعد انهيار السياج الحديدي وانعدام المساعدة الطبية اللازمة بعين المكان.

وأكد أعضاء فرع الجمعية معاينتهم ل 15 جثة لمهاجرين داخل مستودع الأموات.

  • الاستماع لأعضاء جمعية ثسغناس للثقافة والتنمية، أثاروا تفاجئهم لدرجة العنف غير المسبوق الذي عرفته محاولة العبور ليوم 24 يونيو 2022 من الجانبين وخاصة من جانب المهاجرين والذي أدى إلى   سقوط ضحايا، واعتبر ممثل الجمعية أن الأسلوب العنيف ظهر مع توافد المهاجرين السودانيين إلى المنطقة ابتداء من شهر فبراير سنة 2021، ومنذ ذلك الحين، اتخذ هؤلاء المهاجرين الجبال المجاورة للمدينة مستقرا لهم في عزلة عن باقي الجنسيات الأخرى. ويستندون على أعدادهم الكبيرة ولا يترددون في المواجهة واستعمال القوة للوصول إلى السياج الحديدي.  

كان هذا السلوك محط انتقاد، حسب الجمعية، في أوساط المهاجرين المنحدرين من جنسيات أخرى (غرب افريقيا تحديدا) إذ يعتبرونه سببا في تشديد السلطات المغربية لإجراءات المراقبة والترحيل بالإقليم، خصوصا بعد المواجهات التي عرفتها محاولات الاقتحام التي نفذها المهاجرون المنحدرون من السودان وإريتريا خلال شهر مارس 2022.

وحسب نفس الجمعية فإن هذا ما يفسر غياب الجنسيات الأخرى في محاولة اقتحام السياج ليوم 24 يونيو2022.

وأضاف ممثل الجمعية أن خصوصية المهاجرين المنحدرين من السودان تكمن في كون عدد كبير منهم يحمل صفة “طالب لجوء. بالإضافة إلى انتمائهم إلى فئة عمرية شابة حيث لا تتعدى أعمارهم 35 سنة مع شبه غياب للنساء والأطفال الذين لا يتعدى عددهم بضع أفراد. كما أن أغلبهم يتحدث اللغة العربية مع وجود فئة تتحدث اللغة الإنجليزية، وسبق للعديد منهم أن صرح لأعضاء الجمعية بقدومهم إلى المغرب عبر ليبيا فالجزائر.

خلال محاولة العبور ليوم 24 يونيو 2022 عاينت الجمعية استعمال العنف من الجانبين، حيث استعمل المهاجرون العصي والأحجار والأدوات الحادة وبعدد يناهز 1300 شخص حسب تقديرات الجمعية، واستعملت القوات العمومية العصي والغاز المسيل للدموع في حين أكدت الجمعية أنه لم تتوفر لديها أي شهادات لإطلاق النار من جانب القوات المغربية، في حين أكد لها شهود عيان استعمال الجانب الاسباني للرصاص المطاطي.

وسجلت الجمعية، ومن خلال أعضائها الذين تصادف وجودهم بالمستشفى الإقليمي يوم الأحداث، أنهم عاينوا توافد الجرحى على متن سيارات الإسعاف طوال اليوم.

IV.       الرصد الإعلامي وتتبع مواقع التواصل الاجتماعي

وتتبع فريق المجلس أبرز الهاشتاغات المستعملة بعلاقة بالمواجهات، سجل في هدا السياق:

  • إعادة تركيب الصور والمقاطع المنشورة، من أجل تضخيم حجم الضحايا وأعدادهم؛
  • استعمال صور ومقاطع لا علاقة لها بالمواجهات، من بينها صور لأحداث ومحاولات عبور سابقة؛
  • تغيير سياقات مقاطع فيديو منشورة، من خلال إضافة نصوص ورسائل مختلفة، بهدف التضليل؛
  • تقديم تقديرات دون الاعتماد على أي مصادر، بما في ذلك حسابات لفعاليات مدنية تتسرع في تقديم معطيات غير واقعية، لا سيما المبالغة الكبيرة في عدد الوفيات، زادت من تضليل مواقع ومنابر صحفية.

  V.       خلاصات أولية

تشكل المعطيات التي تم تجميعها والافادات التي تم الاستماع لها حول طريقة تسلق المهاجرين السياج الحديدي بين الناظور ومليلية، والتي استعرضت هذه الوثيقة عددا من جوانبها، الإطار العام الذي يمكن من خلاله، استخلاص العبر إزاء التطورات والتحولات الممكنة لطرق ووسائل عبور السياج الحديدي التي ستطبع لا محالة الاشكال المقبلة لاقتحام المهاجرين للسياج الحدودي.

وإذ يجدد المجلس الوطني لحقوق الانسان تعازيه لعائلات المهاجرين المتوفين، فإنه، وبناء على ما سبق يقدم خلاصاته الأولية:

  • تأكد المجلس من أن عدد الوفيات في هذه المواجهات، بلغ 23 وفاة، و217 مصاب، منها 140 من عناصر القوات العمومية و77 من المهاجرين؛
  • ترجع حالات الوفاة المسجلة، حسب المعاينة الطبيبة لجثث الضحايا إلى الاختناق الميكانيكي Asphyxie Mécanique وللتدافع والازدحام، والسقوط من أعلى سور السياج وبفعل ضيق الفضاء وتكدس عدد كبير من المهاجرين في الباحة الضيقة للمعبر الذي كانت أبوابه مغلقة بإحكام ويبقى التشريح الطبي السبيل الوحيد لتحديد أسباب الوفاة بدقة لكل حالة على حدة (catastrophe de masse)؛
  • توصلت اللجنة فيما يخص بعض المهاجرين المصابين الذين التقت بهم بالمستشفى، إلى ما يفيد أن مصدر إصاباتهم يرجع إما السقوط من أعلى السياج أو الازدحام الشديد والتدافع ؛
  • تأكدت اللجنة الاستطلاعية من عدم دفن أي مهاجر متوفى خلال اقتحام السياج وتأكدت من عدد الجثث خلال زيارتها لمستودع الأموات وان اللجنة الجهوية للمجلس تتابع اطوار التشريح وتحاليل الحمض النووي؛
  • أجمعت السلطات والجمعيات غير الحكومية والمهاجرين المصابين الذين التقتهم اللجنة بالمستشفى، على عدم استعمال الرصاص من طرف القوات العمومية؛
  • قدمت الإسعافات الطبية اللازمة للجرحى والمصابين كما تم تقديم العلاج والتدخلات الجراحية اللازمة في المستشفى الإقليمي بالناظور والمستشفى الجامعي محمد السادس بوجدة؛
  • يرحب المجلس بالأمر الصادر عن السيد الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالناظور وبإجراء تشريح طبي عهد به إلى لجنة طبية بحضور طبيب مختص في الطب الشرعي وذلك لبيان أسباب الوفاة وطبيعة الجروح والإصابات وعلاقتها بالوفاة، بالإضافة إلى بيان الوسائل التي استعملت في ذلك؛
  • تستحضر اللجنة، اعتمادا على عدد من الافادات، وخاصة من طرف جمعيات، فرضية العنف ما وراء السياج بفعل إحجام أو تردد السلطات الاسبانية عن تقديم المساعدة والإسعاف رغم التدافع والازدحام الكبير للمهاجرين في البوابات الحديدية الدوارة بالمعبر التي ظلت مغلقة بإحكام، مما أدى الى تفاقم الإصابات وارتفاع عدد الوفيات؛
  • يقوم الحرس المدني الإسباني بدوريات على طول السياج ويراقب الحدود على مدار الساعة ولم يمنع السياج، ولا التطورات التقنية التي عرفها منذ 1998، من عبور المهاجرين وتسجيل وفيات وارجاع الالاف إلى الناطور؛
  • تلقت اللجنة خلال مختلف اللقاءات، إفادات حول توافد أعداد مهمة من المهاجرين من جنسية سودانية، بعضهم، وصل أخيرا للمغرب ويحملون صفة “طالب لجوء” وذلك منذ أوائل سنة 2021، وأن محاولات العبور التي سجلت في شهر مارس 2022، نفذها مهاجرون ينحدرون من نفس البلد، مما اعتبر تحولا في تركيبة المهاجرين بإقليم الناظور؛
  • يسجل المجلس وجود تغير ناشئ وجذري لطبيعة عبور المهاجرين من الناظور إلى مليلية، والذي اتسم بالهجوم المباغت والمحكم التنظيم وغير المعتاد من حيث الزمان (النهار) والمكان (المعبر وليس السياج) والأسلوب (الاقتحام بدل التسلق) والمكون (جنسية واحدة تشكل الغالبية المطلقة(؛
  • شكلت المواجهات سابقة في تاريخ تدفقات الهجرة على السياج الحديدي الفاصل بين الناظور ومليلية، واتسمت باستعمال العنف الحاد، من طرف المهاجرين وبأعداد كبيرة جدا، تقدر بحوالي 2000 شخص، في نفس الان، مسلحين بالعصي والحجارة والأدوات الحادة (Armes tranchantes)؛
  • تشجب اللجنة احتجاز أفراد من القوات العمومية والمس الخطير بالسلامة الجسدية لأحدهم والاستلاء على معداتهم؛
  • علاوة على التتبع الميداني اللجنة الاستطلاعية، حرص المجلس الوطني لحقوق الإنسان على القيام بالرصد الإعلامي وتتبع ما ينشر، سواء في الصحافة، بما فيها الدولية، أو عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث عاين المجلس مجموعة من الصور والفيديوهات لا تخلو من تضليل أو معطيات غير حقيقية بشأن الأحداث وما نتج عنها.
  • يأسف المجلس لكون المواجهات الأليمة التي عرفها المعبر واكبتها صور ومنشورات زائفة على مواقع التواصل الاجتماعي، مما خلف التباسا عميقا لدى الرأي العام الوطني والدولي بخصوص ادعاءات استعمال الرصاص الحي وادعاءات ضعف العناية الطبية؛
  • يطلع الرأي العام أن رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الانسان، قد عين فريقا يتكون من السادة محمد أوسار، عبد الإله عنفود ـ عبد السلام أمختاري، عادل إسلامي، محمد هكو لمتابعة أطوار المحاكمة ونشر تقرير عنها.

VI.       مقترحات أولية

اعتمادا على الوقائع والخلاصات التي توصلت إليها ووضعها في سياقها، واللقاءات التي أجرتها اللجنة الاستطلاعية، فإن المجلس الوطني لحقوق الانسان :

  • يشدد على أهمية تعميق البحث القضائي ليشمل كل جوانب المواجهات التي وقعت يوم 24 يونيو 2022 وتناسب استعمال العنف وتقديم نتائج الابحاث للرأي العام وتحديد المسؤوليات؛
  • يدعو إلى تعزيز هيكلة تدبير حفظ النظام العام بمنطقة السياج وضمان سلامة الأشخاص؛
  • يسجل أن مقاربة الاتحاد الأوروبي على الخصوص في مجال الهجرة التي تستحضر في إغلاق حدودها والتشجيع على تدبير تدفقات المهاجرين من طرف دول الجوار لن تؤدي سوى إلى الفواجع والمآسي؛
  • يتأسف للتدبير الأمني الحصري للهجرة، من طرف بلدان أوروبا، وخاصة بالنسبة للمهاجرين من منطقة الشرق الأوسط وافريقيا، رغم ان الجميع متأكد ان الهجرة فعل وقرار إنساني، على الحكومات أن لا تجعله بين أيدي شبكات الاتجار في البشر؛
  • يوصي السلطات المغربية بإطلاق مشاورات جديدة مع الاتحاد الأوروبي من أجل شراكة حقيقية ومتكافئة لتفعيل مقتضيات الميثاق العالمي حول هجرة آمنة ومنظمة ونظامية؛
  • يدعو مفوضية الاتحاد الافريقي للمساهمة في بلورة مرتكزات حكامة للهجرة كفيلة بضمان كرامة وسلامة وحقوق مواطني القارة؛
  • يوصي الاتحاد الإفريقي بتفعيل مقتضيات بروتوكول منع وقمع ومعاقبة الاتجار بالبشر واتفاقية الأمم المتحدة ضد الجريمة المنظمة العابرة للدول بما يضمن حماية المواطنين الأفارقة من عصابات الإتجار بالبشر والجرائم المنظمة وتعزيز قنوات التعاون القاري؛
  • يسجل وجود متغيرات كبيرة في دينامية الهجرة، ويحذر من اتساع رقعتها بسبب الفقر والجفاف والنزاعات والتغيرات المناخية؛
  • يدعو إلى تسريع الاجراءات التي تمكن المرصد الافريقي للهجرة من القيام بمهامه واختصاصاته؛
  • يؤكد على الإعمال الفعلي للقواعد الدولية المتعلقة بحماية جميع المهاجرين بصرف النظر عن وضعيتهم القانونية او جنسيتهم وأينما تواجدوا؛
  • يشدد على أهمية التعجيل بإصدار القانونيين المتعلقين بدخول وإقامة الأجانب وباللجوء وشروط منحه وفقا لمضامين الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء؛
  • يدعو الحكومة المغربية إلى ضرورة اعتماد استراتيجية وطنية من أجل مكافحة الاتجار بالبشر والوقاية منه؛
  • يدعو السلطات إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية وتوفير إمكانيات ووسائل تدخل لوجيستيكية كافية وملائمة لتدبير الأشكال الجديدة لعبور المهاجرين وطالبي اللجوء طبقا للمعايير الدولية ذات الصلة ؛

ملحق :

معبر Barrio Chino والسياج المحيط بمدينة مليلية. (مخطط رقم 1)

قبل انضمام اسبانيا إلى معاهدة شينغن سنة 1991 لم تكن المنطقة البالغ طولها 13 كيلومترا والمحيطة بمليلية تعرف مراقبة مشددة. ابتداء من سنة 1998 تم بناء أول سياج، عزز فيما بعد بحاجز ثاني بارتفاع 3 أمتار.

وتم إضافة، سنة 2005، سياج ثالث يبلغ ارتفاعه ستة أمتار. بين السياجات توجد شبكة من أجهزة تحت الأرض تكشف الحركة. يقوم الحرس المدني الإسباني دوريات على طول السياج ويراقب الحدود على مدار الساعة عبر أبراج مراقبة وكاميرات الأشعة تحت الحمراء (مخطط رقم 1). في الجانب المغربي توجد مسارات يقوم الدرك الملكي عبرها بدوريات مراقبة.

إلى غاية سنة 2018، كان معبر الحي الصيني (Barrio Chino) يشكل واحدا من بين 4 معابر حدودية على السياج المحيط بمدينة مليلية البالغ طوله 13 كلم وهي كالتالي:

  • المعبر الرئيسي بني أنصار الذي تم ترميمه سنة 2014 من أجل مواكبة التدفق المتزايد للأشخاص والبضائع.
  • معبر “فرخانا” المخصص لمواطني إقليم الناظور ومواطني مليلية. لا يمكن عبوره إلا بالسيارة.
  • المعبر ماريغوارى، مخصص فقط للتلاميذ المغاربة الذين يتابعون دراستهم بمدينة مليلية وأولياء أمورهم يستعملونه من أجل الوصول لمؤسساتهم التعليمية، ولهذا يتم إغلاقه أيام العطل.
  • وأخيرًا معبر الحي الصيني(Barrio Chino) وهو معبر حدودي للراجلين، مخصص لنقل البضائع عبر ممرات للراجلين، كما أنه نقطة دخول وخروج، مخصصة حصريًا للمواطنين المغاربة القادمين من الناظور والذين لا يحتاجون إلى تأشيرة للدخول إلى مدينة مليلية.

ويمكن اعتبار المعبر الحدودي مصمم بهدف توجيه ومراقبة ممرات الخروج بالبضائع بشكل أفضل، مما يسمح بتخفيف الازدحام بمعبر بني انصار.ويتكون من ثلاث مناطق: (المخطط رقم 1)

المنطقة 1: تبلغ مساحتها حوالي مائة متر مربعة عبارة عن منطقة عازلة أو واجهة مع فاصل فعلي يتحكم في المداخل والمخارج عبر ثلاث ممرات منفصلة، محاطة بسياج به شفرات حادة مع أبواب حديدية دوارة (Tourniquets) تسمح بمرور شخص واحد في كل مرة. يفصلها عن المنطقة الثانية أبواب عبارة عن شبابيك حديدية تعلوها أسلاك شائكة (صورة 1) يمكن من خلالها رؤية المنطقة العازلة التي من المحتمل أنها عرفت تدافع المهاجرين أمام الأبواب الحديدية الدوارة (Tourniquets) (صورة 2) (صورة 3)

المنطقة 2: عبارة عن ساحة تبلغ مساحتها حوالي 800 متر مربع، تضم باحتين يفصلهما سياج حديدي به أبواب ويعلوه سقف حديدي، كانت في السابق مخصصة لتنظيم مرور تجار البضائع، محاطة من جهة الغرب بجدار مرتفع يعلوه سياج حديدي يفصل الساحة عن طريق ويربط بين الناظور ببني أنصار (انهار جزء من السياج الحديد الذي يعلو الجدار بفعل العدد الكبير المهاجرين الذين حاولوا تسلق)، وتحدها من جهة الشرق المنطقة4. (صورة 4)

المنطقة 3: عبارة عن رواق ضيق محاط بسياج حديدي يسمح بمرور شخص واحد في كل مرة على طول أسوار مكاتب إدارية لمصالح الجمارك والأمن الوطني.

 المنطقة 4: عبارة عن خندق به أسلاك شائكة يفصل المنطقة الثانية (ساحة المعبر) عن السياج الحديدي المحيط بمدينة مليلية. (صورة5)

عاينت اللجنة خلال زيارتها للمعبر الجزء المنهار من السياج الذي يعلو الحائط المحيط بساحة المعبر، عاينت كذلك بقايا ثياب وعصي خشبية وحقائب ظهر عالقة بالأسلاك الشائكة التي تعلوا الأبواب والسياج. (صورة 6)

مخطط رقم 1: المناطق الأربعة المكونة للمعبر الحدودي ‘Barrio chino’  + خصائص السياج الحديدي لمدينة مليلية

صورة 1: أبواب المنطقة العازلة تعلوها أسلاك شائكة ما زالت تحمل بعض الألبسة الممزقة.

صورة 2: المنطقة العازلة حيث توجد الأبواب الحديدية الدوارة (Tourniquets)

صورة 3:

Tourniquet

صورة 4: الجزء المنهار من السياج الذي يعلو جدران ساحة المعبر

صورة 5: خندق به أسلاك شائكة يفصل ساحة المعبر عن السياج الحديدي المحيط بمدينة مليلية

 صورة 6: بقايا ثياب وعصي خشبية وحقائب ضهر عالقة بالأسلاك الشائكة التي تعلوا الأبواب والسياج.

مسار تنقل المهاجرين نحو المعبر.

انتقل وفد اللجنة لمعاينة جزء من الطريق الذي سلكه المهاجرون للوصول الى المعبر حيث لاحظوا على جنبات الطريق المؤدية إلى سفوح جبل كوروكو تواجد عدة نقاط بها بقايا عصي وحقائب ظهر. (صورة 7) (صورة 8)

صورة 7: بقايا عصي وحقائب ضهر على جنبات الطريق المؤدي لسفوح جبل كوروكو

[1] . https://www.cndh.org.ma/ar/nsws-mrjy/lzhyr-lshryf-rqm-11817-btnfydh-lqnwn-rqm-7615-lmtlq-bd-tnzym-lmjls-lwtny-lhqwq-lnsn-22                   

[2] . https://www.cndh.org.ma/sites/default/files/documents/ParisPrinciples.Arabic.pdf

[3] .حسب إفادات السلطات المحلية

[4] الفيديو : https://youtu.be/1cUOvb7CwBI 

 

 

 

 

 


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...