لقد سجل التاريخ في هاته النسخة المميزة لكأس العالم المنظمة بقطر الشقيقة…أروع ملاحم التلاحم والتازر العربي..وأسمى صور التضامن…نجحت كرة القدم فيما فشلت فيه السياسات…ألا وهو لم شتات العرب وتوحيد صفهم…يا له من درس بليغ لايجب أن يمر مرور الكرام..علينا فهم واستيعاب الرسائل…فالمغرب يعيد صناعة تاريخ حافل بالانتصارات…ليس فقط على مستوى كرة القدم كرياضة يعشقها الصغير قبل الكبير…بل أضحت فرصة للملمة الصف العربي…وأرضية خصبة لتسليط الضوء على قضايانا السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية وكذا فرصة تاريخية لنزع فتيل الخلافات السياسوية بيننا وبين اشقاءنا العرب ولأكبر دليل هو الجارة الجزائر…التي ومن خلال عشرات الفيديوهات وكذا التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي…أظهرت مساندة وكذا فرحة حقيقية ردمت كل التوتر الحاصل في العلاقات بين الشعبين…من بين الدروس كذلك التي أعطاها منتخبنا الوطني والذي هو مفخرتنا جميعا هو اننا اذا عقدنا العزم…وجددنا الهمم ووثقنا في قدراتنا كدول عالم الثالث…فلا محالة من تحقيق نجاحات وانجازات ليس فقط على المستوى الرياضي.بل على كل الأصعدة وكذا في جميع المجالات الفكرية منها و.العلميةو الاقتصادية وبالتالي نثبت للعالم اجمع اننا كدول عربية واسلامية لسنا اقل شأنا منهم…ولسنا خدما عندهم…فمن غير المعقول أن ننشد التغيير ونحن غارقون في نمط تفكير تقليدي مليئ بمركبات نقص وكذا عقدة الاجنبي…نمجدكل ما هو اجنبي ونقلل من قيمة ما لدينا من مواهب وقدرات…التفوق هو قناعة وفكرة تترجمها أفعال ومبادرات…فواقعنا ما هو الا انعكاس لأفكارنا ومعتقداتنا.
أعتقد أن من لم يلهمه الإصرار والروح القتالية لمنتخبنا الوطني…والتفاف كل الإخوة والأشقاء العرب من المحيط الى الخليج حوله وكذا انبهار العالم بالأخلاق العالية هاته…فهو سطحي ومحدود التفكير وليس له بعد نظر…فلكل شيء حكمة…الامجاد والانتصارات لن تصنعها الا سواعدنا…والنجاحات لا تكتب الا بايدينا بل بارواحنا…نحن من نصنع التاريخ…أما من اختار أن يتفرج على صناعته…فذاك شأنه…وما وليد الركراكي…مدرب المنتخب إلا مثال حي على ذلك…لقد أثارني في جميع مباريات المنتخب الوطني…الهتافات المزلزلة لنصرة القضية الفلسطينيه سواء بالمدرجات أو خارج الملعب…ناهيك عن رفرفة الاعلام الفلسطينية عاليا وكذا أعلام الكثير من الدول العربية الشقيقة… وهذا ان دل على شيء انما يدل على ارقى صور التلاحم والتضامن…وكذا بعث الأمل في نفوسنا من جديد لتحقيق الوحدة العربية المنشودة… فخورة أنا كوني مغربية وأنتمي لبلد الأمجاد…شرفنا العرب وأبهرنا العالم باعتزازنا ووطنيتنا وأخلاقياتنا العالية سواء كشعب او كمنتخب أو كمشجعين او كجالية…آمل أن تترسخ لدينا كشعوب ثقافة النجاح والانتصاروالتفوق…بالعمل والعزيمة…بالإصرار والثقة في النفس…سنصل لا محالة لكل مانصبو اليه…
من هنا…من أرض الرباط الأبي…أبعث أسمى عبارات التقدير والامتنان لكل من ساندنا…وشجعنا…وفرح لفرحنا…سواء على الصعيد العربي والاسلامي وحتى العالمي…لكم مني ألف تحية وتحية.. وألف سلام وسلام…