كتبتها / بلقيس أحمد الكبسي
يحدث أن تصنع الشعوب سعادتها وتصدرها بمهنية كما فعل فريقٌ كرويٌ بقيادة مدرب حكيم ومشجعين زلزلتْ هتافاتهم المدرجات والمدن والحواضر والبوادي والقرى، البراري والبحار والفضاء فتعالى صداها المدى، جميعهم صنعوا سعادة وبهجة وصدروها لشعوب مغبونة تبحث عن بهجة، تبحث عن ميزة وعزة ومقدرة، شعوب متعددة عربية وإسلامية ودولية وعالمية في أصقاع هذا الكون تحلم بالصدارة، وعندما وجدت بصيص فرحة تعلقت بأسمالها وتشبثت وهللت واستبشرت، شعوبٌ شتى عاشت اللحظة والفرحة، وجنسيات متعددة خرجت للشارع المغربي تحتفي بهذا الانجاز المغربي العربي العالمي جميعها بلا استثناءات في مزيج شعبي واحد وتهتف بشعارات الفرحة نفسها ، هنا في المغرب شعب يخلق الفرحة وينشرها باستحقاق ، شعب يستحق الفرحة يصنعها ويخلقها من العدم و يعطي لها حسب الدارجة المغربية (حقها وطريقها) ويمارسها كما يجب لها أن تمارس.
فرحة منحت القلوب المحزونة والمقهورة والمغلوبة -في حالها ووضعها ووطنها وفقدها- جرعة عالية وطاقة ايجابية محفزة ، وأوصلت لها رسائل معنوية عدة منها مازال في الحياة ما يستحق الفرح والحماس والنصر، مشاهد ليلةٍ اسميتها (ليلة عيد) الجميع يهنئون بعضهم، أبواق السيارات تعزف ألحانها ، الرايات ترفرف من نوافذ السيارات والنوافذ وأسطح البيوت والمؤسسات وجنبات الطرقات، الصغار والكبار النساء والرجال والأطفال مغاربة وجنسيات متعددة يرقصون يهللون ويفرحون ويتبادلون التهاني والتبريكات مع المارة والواقفون والجالسون والفارحون والراقصون بلا استثناء. وكان لا بد على امتداد المدن وساحاتها من رؤية تلك المشاهد المعبرة كلمات التهاني يتردد صداها، الأغاني الشعبية تصدح، أبواق السيارات تصدر طنينها، وإطاراتها تشطح ، فرحة كبيرة صنعها شعب باقتدار.
جميلة تلك الصور والمقاطع التي التقطت لتجمعات فرائحية في مدن مغربية وعربية وإسلامية مختلفة، لجماهير ترقص وتهتف وتحتفل وتبتهج، لشعوب مغبونة مقهورة يليق بها الفرحة والزهو والابتهاج متى ما حلت عليها وجبرت صدعها.
مشاهد التعبير عن الفرحة بالخروج إلى الشارع والتهليل والفرحة وتبادل التهاني والتبريكات والزغاريد وتوزيع الأعلام والشارات تخصص مغربي بامتياز، البيوت المغربية هي أيضاً تحتفي بطريقتها التقليدي المعتادة في الأفراح والمناسبات، الجميع يعبر عن فرحته باقتدار.
صور كثيرة جميلة ومعبرة التقطتها عدسات الهواتف والكاميرات، أجملها مشاركة ملك المغرب فرحة شعبه بكل تواضع ومحبة ومودة، صورة رمزية عبرت عن مدى حب الشعب لملكه والملك لشعبه، ملك دعم فريقه وشعبه مسانداً مشجعاً داعماً ميسراً ومسهلاً كل المساندة والتحفيز والعطاء، وشعب معتزٌ بملكه ووطنه وفريقة الوطني مسانداً ملبياً هاتفاً مشجعاً بكل امكانياته ووطنيته ومحبته، وفريق بذل كل قصارى جهده وثقته وتألقه وإصراره وثباته وصنع مجداً وفخراً لوطنه وشعبه وللأمم العربية والإسلامية والدولية،صورٌ لها دلالات عدة تفتقدها الكثير من الشعوب العربية المغلوبة على أمرها التي تعاني من ويلات وتفاهات البرجوازية السياسية والبروج العاجية والبالونات المنفوخة والهالات الكالحة ضد الفئات الكادحة التي يختلقها المسؤولون العرب حول أنفسهم من أصغر أحقرهم حتى أكبر أسرقهم ، بهرجة وعظمة ونهب أموال وسلب حقوق وهتك أوطان وأعراض وليتهم فلحوا أو أنجزوا ما كان يجب عليهم أن ينجزوه ، غثاء كغثاء السيل لا خير فيهم ولا في ما يصنعون .
تحية للمغرب الحبيب ملكاً وشعباً وأسوداً ضارية هي أيضا للشعوب العربية والإسلامية والدولية المساندة على تلك الفرحة التي زرعتموها عنوة في قلوبنا وأرغمتمونا على الابتسامة والفرح والمشاركة رغم تكدس أحزاننا وتراكم أوجاعنا، وخيبة آمالنا وتطلعاتنا في أوطاننا ومن يحكمها ويتحكم بها، فرحة من أقصى المشرق حتى أدنى المغرب، فرحة جلجلت صداها أسماع الدنيا خلقت لتكون مغربية عربية، فرحة كتبت لشعوب مغلوبة ترضى باليسير كانت ستضيع هباء إن رفستها القرون الحمراء.