في حديثنا عن الكتاب لابد أن واقعنا الحالي، يجد مسبباته في ماضينا البعيد والقريب، فبالاطلاع على أهم دراسة علمية حول تطور ما يمكن تسميته مجازا ب”صناعة الكتاب” بالمغرب للدكتور فوزي عبد الرزاق، بعنوان “مملكة الكتاب تاريخ الطباعة في المغرب 1865م-1912م”، التي صدرت عن جامعة هارفارد سنة 1990.
فإذا كانت المطبعة قد ظهرت في القرن الخامس عشر، فإن المطبعة الحجرية لم تلج المغرب إلا سنة 1864، وقد اتخذ المبادرة ماليا وعمليا أحد علماء تارودانت القاضي محمد الطيب بن محمد الروداني، وقد استوردها من مصر عبر ميناء الصويرة، إلا أن “عيونا”، جعلت محطتها تنتهي بمكناس ثم بفاس.
لماذا؟ أغلب الدراسات حاولت تلمس الجواب دون جدوى.
في جميع الأحوال تفيد الدراسات أن المغرب وخلال 8 سنوات (1865-1871) تمكن فقط من إصدار ستة عناوين بمعدل 300 نسخة من كل عنوان.
ويكفي أنه وإلى حدود عشرينيات القرن العشرين لم يتجاوز عدد المطابع العشرة (10) ، يمتلكها مغاربة وأجانب.
هذه العناوين كانت كلها تتمحور حول الفقه والحديث وما يرتبط بهما.
السؤال : فهل لا زلنا نقبع في القرن التاسع عشر؟
الجواب : طبعا لا.
لكن الجواب بنعم، لا زال له ما يبرره.
فبعد 158 سنة من دخول المطبعة إلى المغرب، لا يصدر بالبلد إلا ما يناهز 4000 عنوان بالسنة، العديد منها يتم طبعه خارج المغرب، باسبانيا وتركيا والصين ولبنان….
أما الحديث عن موضوعاتها ومناهجها وأهميتها العلمية والفنية لبناء الحاضر والمستقبل، فسيجرنا إلى حديث آخر: من ينتج الكتاب عندنا يا ترى؟