كانوا كعادتهم يبحثون عن حياة ملونة ، وعن أحلام طائرة. لا ضجيج يزعج سكونهم الملغوم. و لا أوجاع مرت من دربهم. فقط هم و هلوسات توحي لهم أن مواقيت التحليق حلت من جديد. فهم مدمنو رحيل كلما ارتشفوا كأسهم المعهودة/الموعودة.
اعتادوا السفر في ذواتهم على أمل عودة ذات صبح مشرق.
غابت شموس بعضهم عند نهاية المحطة بعدما كانوا ابطال مسرحيات خُطّطت لها سيناريوهات متعددة. الركح لم يستوعب كل الممثلين. كان عددهم أكبر من رقعة اختارها مخرج حالم. كانت أحلامهم أكبر من سمكة أبريل.
تلك الحياة هل كانت فعلا بحاجة إلى ماء لكي تحلق بهم بعيدا عن جراحهم، عن قساوة أزمنتهم، أو وحشة أمكنتهم؟
هل الفرح يُسقى من عنق زجاجة ؟
صدقوا انه بهجة مصدرها ماء الحياة ، فإذا به انهار من علقم أحرقت بطونهم و هم يتمايلون على ظهر سفينة ضلت المسار.
هكذا حجوا الى مدينة غربية امنيتهم استرجاع زمن/ قدر مضى/ قضى. كأس غدرت بآمالهم و أمانيهم. العودة أو اللاعودة مصير من اختار ان يكون كومبارسا يجسد دور ربان فاشل.
حلق البعض نحو النهاية. وعاد البعض الآخر يلوك ما تبقى من جراح
فالمؤلف كان يعلم أنه اختار ماء ضد الحياة ليكتب نصا مستفزا نهاياته صرخات عابرة لفصول مسرحية شقية.