صلاح الدين المنوزي في بيان يشرح دواعي عدم تقديم الترشيح لمنصب الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية

بيان نأيي عن تقديم الترشيح لمنصب الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية

شهد الإعلان عن نيّتي في الترشح لمنصب الكاتب الأول تفاعلاً واسعاً بين الاتحاديات والاتحاديين، والمواطنات والمواطنين، بالنظر إلى المكانة التاريخية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في المشهد السياسي الوطني، وإلى حساسية الظرفية الراهنة التي تستدعي تجديد الأمل في المشروع الاتحادي الديمقراطي

وقد تباينت ردود الفعل بين من بارك الخطوة ودعمها باعتبارها تعبيراً عن إرادة التجديد والانفتاح، وبين من رأى فيها تقديراً غير موفق في سياق قد يُفضي إلى تزكية اقتراع شكلي يفتقد إلى شروط التنافس الديمقراطي الحقيقي

وبعد مشاركتي في اليوم الأول من أشغال المؤتمر، تبيّن لي أن الاتجاه المهيمن يسير نحو تمديد الولاية الحالية إلى ولاية رابعة، وأن شروط التباري الديمقراطي غير متوفرة، سواء من خلال نية إقصاء الرأي الآخر التي تجلّت في رفض إدراج طاقات اتحادية وازنة ضمن الفعاليات، أو عبر وضع “الفيتو” على مشاركة مناضلين شبان، مقابل منح صفة “مؤتمر” لزوار عابرين، بما يُفرغ العملية من مضمونها الديمقراطي ويحول دون التداول الحر في قيادة الحزب

ولا يفوتني، بهذه المناسبة، أن أعبّر عن تقديري الكبير للأخ الكاتب الأول على تعبيره الصريح عن دعمه لترشيحي، وهو موقف أقدّره عالياً لما يحمله من دلالة رمزية على أهمية التداول وتجديد النخب داخل حزبنا العريق

وسيكون لهذا الموقف أثر أعمق إن تُوّج بعدم تقديم الأخ الكاتب الأول المستقيل لترشيحه لولاية رابعة، وفتح المجال أمام طاقات شابة لتحمل مسؤولية قيادة المرحلة المقبلة، على أن نضمن نحن، جيل المؤتمر الاستثنائي ليناير 1975، المواكبة الضرورية لكسب رهان استعادة ثقة القوات الشعبية، وتجميع العائلة الاتحادية واليسارية على أرضية مشروع وطني تقدّمي متجدد

ختامًا،

أؤكد التزامي الثابت بمبادئ الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ووفائي لرسالته التاريخية في الدفاع عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. إن نأيي عن تقديم الترشيح لمنصب الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبيةلا يعني الانسحاب من ساحة الفعل الاتحادي، بل هو تعبير عن إرادة صادقة في الإسهام في إعادة بناء الثقة وتجديد المشروع الاتحادي على أسس المشاركة، والنزاهة، والجرأة الفكرية

وسأظل، إلى جانب رفيقاتي ورفاقي، منفتحًا على كل المبادرات الرامية إلى إحياء روح الاتحاد الأصيلة، وتحصين استقلالية قراره، بما يليق بتاريخ حزب الشهداء وتطلعات الأجيال الجديدة من الاتحاديات والاتحاديين

بوزنيقة، 18 أكتوبر 2025

صلاح الدين المنوزي


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...