ريم الحرشي إخصائية نفسية (إخصائية في علم النفس السريري) في حوار شامل حول الأسئلة الصحية والنفسية ذات الصلة بتداعيات زلزال الحوز ونواحيه
أكدت ريم الحرشي إخصائية نفسية /إخصائية في علم النفس السريري أن زلزال الحوز، الذي يوصف بـ”كارثة القرن”، خلف آثار نفسية كبيرة على الشعب المغربي؛وحددت في حوار مع “اليوم 7” عدد من الأعراض و اضطراب ما بعد الصدمة واستعرضت جوانب مهمة في إعادة التأهيل خاصة وسط الأطفال وطرق التعافي لنختم هذا اللقاء بالحاجة المجتمعية الى علم النفس السريري .فلنتابع .
ماذا عن آثار زلزال الحوز النفسية على المتضررين خاصة ؟
زلزال الحوز، الذي يوصف بـ”كارثة القرن”، آثار نفسية كبيرة على الشعب المغربي، فعندما نفكر في التداعيات النفسية يقودنا خيالنا إلى أشخاص فقدوا منازلهم وعائلاتهم بينما ، تأثر الجميع سواء شعروا بذلك بقوة أقل، أم لم يشعروا به على الإطلاق.
شخصيًا، بمجرد أن علمت بالزلزال، ساعدت بما أعرف أفضل طريقة للقيام به: المساعدة العقلية. تطوعت لأكون عضوًا في خلية الاستماع، وكانت خلية الاستماع هذه مفتوحة لتقديم الدعم النفسي مجاني لأي شخص تأثر بشكل مباشر أو غير مباشر بالزلزال( أتلقى ما بين 20 إلى 30 مكالمة يومياً حتى الآن). أما الأعراض النفسية التي كانت موجودة لدى الأشخاص الذين اتصلوا بي فهي صدمة فورية وخوف كبير بين الأفراد، خاصة إذا فقدوا أحباءهم في الحدث. وقد يصاحب ذلك أعراض جسدية مثل الرعشة وزيادة معدل ضربات القلب، والدوخة، وهي بالضرورة نوبة هلع.
أيضا القلق والاكتئاب: حيث يمكن أن يؤدي الزلزال إلى زيادة مستويات القلق والاكتئاب لدى الأشخاص المتضررين. فقدان الممتلكات أو المأوى والاضطرار إلى بدء الحياة من جديد يمكن أن يكون مصدرًا للقلق والاكتئاب.
هل هناك اضطراب ما بعد الصدمة ؟
قد يصاب بعض الأفراد باضطراب ما بعد الصدمة بعد تعرضهم لزلزال. قد يشمل ذلك ذكريات الماضي والكوابيس والاضطراب العاطفي المستمر المرتبط بالذكريات المؤلمة للحدث.
إذ قد يعاني هؤلاء الأشخاص أيضًا من العزلة الاجتماعية لأنهم قد يشعرون بعدم القدرة على التفاعل بشكل طبيعي مع الآخرين بعد الحدث.
وخاصة صعوبة النوم، حيث أن جسم الإنسان يكون في حالة تأهب دائم، يقول الشخص دون وعي لنفسه إذا نمت إذا سمحت لنفسي بالراحة فسوف يتكرر الأمر، كما ألاحظ فقدان الشهية لدى معظم الأفراد حتى أن بعض الأشخاص لديهم أمراض جسدية المظاهر.
فاضطراب ما بعد الصدمة (PTSD): يمكن أن يعاني بعض الأشخاص من الفقدان المفاجئ للأمان والشعور بالعجز والأحداث المؤلمة المرتبطة بالزلزال كما أن الشعور بالذنب والخجل والقلق وقلة.
إعادة التأهيل خاصة للأطفال؟
يعتبر الأطفال الفئة الأكثر حساسية ويحتاجون إلى عناية خاصة أثناء الكوارث الطبيعية. من المرجح أن يشعر جميع الأطفال، سواء كانوا ضحايا الزلزال أو شهود بعيدين، بالآثار العقلية للكارثة لفترة أطول من المتوقع.
يمكن أن تكون الآثار النفسية خطيرة بشكل خاص عند الأطفال، مثل التبول اللاإرادي، والكوابيس، والخوف العام، وعدم القدرة على الانفصال عن الوالدين، وعدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة لأنها في الطابق الثاني على سبيل المثال. وقد يؤدي ذلك إلى ظهور مشاكل تعليمية أو سلوكية بعد حدوث هزة أرضية.
يأتيني الكثير من الأطفال المرعوبين الذين لا يعرفون حتى ما هوزلزال، يقولون لي أن زلزال هو “بو3و”، يعني أننا سنموت.. الخطوة الثانية يتم شرحها للطفل ما هو زلزال لا وما يجب فعله يساوي الموت ، اشرح للطفل أنه لا بأس أن تخاف وجودك هناك من أجله، خاصة أنه آمن ومنحه الكثير من المودة.
هناك أطفال آخرون لا يقولون إنهم خائفون ولكنهم يتصرفون بشكل مختلف عن المعتاد. وهذا يدل على أنهم في شدة، وإن لم يقولوا ذلك. وهذا، وإذا استمر، ينبغي أن يشمل التشاور مع المتخصصين في الصحة العقلية.
إذن ؛كيف يتم العلاج وطرق التعافي النفسي والعقلي؟
ما أنصح به كل من يتواصل معي هو أولاً تقليل وتيرة استخدام شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام حيث أن معظم المنشورات تتحدث عن
زلزال وهو ما لا يساعد الناس على التحسن والمضي قدمًا بالإضافة إلى وجود العديد من الأخبار الكاذبة، أشخاص غير محترفين الذين يقولون أنه سيحدث فصل آخر مما يزيد القلق.
لذا ما عليك فعله هو تقليل الوسائط خاصة قبل النوم، وممارسة تقنيات التنفس في وقت نوبات الهلع، ومحاولة العودة إلى روتينك قبل النوم حتى يفهم الجسم والعقل أن كل شيء على ما يرام. قبل كل شيء تحدث إلى أخصائي الصحة العقلية.
– ما هي حالة النهوض بعلم النفس السريري في المغرب وضرورته الاجتماعية؟
يعتبر علم النفس العيادي في المغرب تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة. يوجد عدد كبير من الجامعات ومؤسسات التكوين التي تقترح برامج في علم النفس السريري، مما يشكل عددًا كبيرًا من علماء النفس السريريين
كما أن الباحثين المغاربة مهتمون بالمزيد من الأسئلة الصحية العقلية، مما يساهم في تطوير السياسات والتطبيقات المبنية على البيانات المحتملة.
حيث يمتلك المغرب العديد من المستشفيات النفسية والجمعيات ومركز الصحة العقلية بالإضافة إلى ضرورة وجود عيادة علم النفس في المغرب، وهو أكثر من مجرد اكتشاف سبب زيادة مشاكل الصحة العقلية، بما في ذلك الاكتئاب والقلق، الإجهاد بعد الصدمة ومشاكل أخرى. إن التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية الأخرى تواجه العديد من المغاربة الذين قد يتجنبون التأثير على حياتهم العقلية.