“اليوم السابع” تحاور الشاعر والروائي عبد الحميد شوقي يقول :نعيش نوعا من الازدواجية في الشخصية، الكل يندد بالجوائز الثقافية، ويعتبرها شراء لذمم المثقفين لكن ما أعرفه هو أن المنددين بذلك كانوا دائما يشاركون في هذه الجوائز، وفي غيرها من الملتقيات الخليجية
لم يستفيقوا سوى اليوم تحت تأثير التنديد بالتطبيع الخليجي مع إسرائيل
شوقي :
*أجد أن الذين ينددون بالمشاركين في الجوائز العربية، هم من يذهبون للمعارض الدولية والمكتبات لشراء المؤلفات المتوجة التي تحمل إعلانا تجاريا واضحا: اللائحة الطويلة، اللائحة القصيرة، جائزة البوكر، جائزة كتارا، جائزة المغرب. أما المؤلفات التي لا تحمل هذه اليافطات التجارية، فهي مجهولة تماما، ولا أحد يلتفت إليا حتى من طرف أولئك الذين يدّعون أن الجائزة لا تصنع المثقف أو المبدع. غريبة هذه الازدواجية.
*الشعر ضارب في القدم في المشرق، ويعتبر ديوان العرب، والشاعر المعاصر لا يمكنه أن يحوز جواز الدخول إلى “بوليس” الشعر العربي ما لم يمنحه حراس المدينة القدامى هذا الجواز، وهؤلاء فرضت الأقدار أن يكونوا دوما من المشرق
*تم الالتفاف على حركة 20 فبراير ، وتم ركنها في قمطر التاريخ، لكنها مع ذلك فتحت مسارب في الوجدان والعقل والحساسية المغربية، وأعتقد أن هذا الشرط السياسي بكل ديناميته الاجتماعية وزخمه الشبابي هو الذي تقف سدوم على أسواره .
حلقة حوار ، تنفتح على مختلف الفعاليات الثقافية والفنية والفكرية وصناع القرار السياسي وكذا التعبيرات الاجتماعية والمدنية ..حول قضايا راهنة وأسئلة ذات صلة بمجال تموقعهم وفعلهم وآفاق العمل..حوار اليوم يستضيف الشاعر والروائي عبد الحميد شوقي يتحدث عن بلدته تيفلت، الأم الغائبة التي يفتقد الطفل ثديها ورائحة حضنها كلما كبُر وواجهته قساوة الواقع. ويجيب عن سؤال مقولة “المركز والهامش”، تيفلت المقصية والرباط المركز، وجدلية المشرق والمغرب ثقافيا، وسياق رواية “ليل العائدين” وتسويده لكثير من الكتابات السردية التي كانت بمثابة تمرينات وتجارب تفاعلت مع ما كان سائدا من المتن الروائي العربي، وفي العلاقة بالنقاش الجاري والردود حول الجوائز الخليجية أكد شوقي “الكل يندد بالجوائز الثقافية”
وفي العلاقة بتداعيات كوفيد 19 الصحية بآثاره على المجتمع والثقافة والقيم والسلوكات شدد شوقي “سنكون أمام اختبار حقيقي لكينونتنا الإنسانية، إما أن نكون أو لا نكون، وهنا ستنتهي البلاغات والخطب العاطفية والإثارات الحماسية، ليبدأ الفعل الحقيقي: العلم والعقل” ويكشف عن جديد أعماله الابداعية والروائية .فلنتابع.
الرباط:اليوم السابع-حاورته:ايمان الونطدي///
1/ الروائي عبد الحميد شوقي، من مواليد مدينة تيفلت، حدثنا عن مدينتك والحضور الثقافي؟
تلك البلدة
كأم غائبه
أضمها… أعصر ثديها
لعلي أطل على
شرفة الولادة الهاربه…!
ذلك ما قلته في إحدى قصائدي عن بلدتي تيفلت، إنها الأم الغائبة التي يفتقد الطفل ثديها ورائحة حضنها كلما كبُر وواجهته قساوة الواقع. ربما كان لتيفلت، بحكم صغر مساحتها، ذلك الحنين الطاغي الذي يستشعره ابنها ويلهث وراء حواريها وأتربة أزقتها وشغب أطفالها وزعيق باعتها وشجار نسوتها وطيبوبة العائدين إليها كل مساء. أعتقد أن لكل مبدع مدينته/الأم التي يتخفى حليبها الرمزي بين شفتيه وفي أسنانه ووجدانه، ويغوص في روائح حضنها بحثا عن مياه جديدة لكتاباته، وعن شرفة لولادة أخرى كلما أحس أن إبداعه بدأ يتكلس. تيفلت ليست فقط مجرد مسقط رأس وأم غائبة، بل هي كذلك حضور ثقافي امتد على مدى أكثر من أربعين سنة منذ تأسيس جمعية الإشعاع الثقافي في بداية ثمانينات القرن الماضي والتي مثلت أما غائبة أخرى، لأنها طبعت جيلنا بشكل وجداني، وجعلتنا نطل على شرفة ولادة هاربة أخرى، وقد ظل هذا الحضور الثقافي قائما، إلى جانب جمعيات ثقافية أخرى حتى بدأ الانكماش منذ سنتين على ما أعتقد، مثلما انكمش الفعل الثقافي في الوطن بأكمله.
2/ هناك مقولة “المركز والهامش”، تيفلت المقصية والرباط المركز، وجدلية المشرق والمغرب ثقافيا. هل تؤمن بهذه الثنائية؟
أستطيع أن أقول إن الحضور الثقافي لمدينة تيفلت مجسَّدا في كثير من مبدعيها، قد أنقذ المدينة من بؤس الدونية أمام الرباط كمركز إداري، سياسي، اقتصادي، تاريخي. نعم لا يمكن أن ننكر أن تيفلت ليس لها ذلك الحضور التاريخي الذي يمنح المدن الكبرى جدارة الانتماء إلى الحواضر العالمية التي تبصم التاريخ العالمي.فتيفلت كمدينة إدارية مؤسساتية لم تتأسس إلا في سنة 1912، رغم أن حضورها الفعلي كمعبر من مدن الداخل والجنوب نحو مدن الشرق والشمال يعود إلى أبعد من هذا التاريخ بقرون. لكني أبدا لم أشعر أنني معنيّ بثنائية الهامش والمركز. الرباط عاصمة إدارية وحاضرة تعود إلى العهد المرابطي، لكن في ما يتعلق بالحضور الثقافي، فالتصنيف لا معنى له لسبب بسيط هو أنه في الملتقيات الوطنية لا يقدم مبدع البلدة هامشية نفسه كمبدع من درجة ثانية، لأن قيمة الإبداع لا تصنعها مركزية المدينة أو هامشيتها، بل تصنعها قدرة المبدع نفسه على الارتباط بـ”أمومة” بلدته بكل ما يعني ذلك من روائح وأصوات وحكايات ووقائع ويوميات وطبيعة وصراعات، وتحويل ذلك إلى مستوى جمالي وفكري. بمعنى أن الإبداع الذي لا يحضر فيه المكان كأم غائبة وبحث مضني عن روائحها البعيدة وعن شرفة الولادة الهاربة، هو مجرد تعابير لغوية إنشائية تفتقد لزخم الحياة.
لكني أومن بثنائية المشرق والمغرب، أولا لأنها تعكس واقعا قائما على مستويين: في المستوى الأول، سنجد أننا في المشرق أمام إبداع له جذور ضاربة في التاريخ، على عكس المغرب. من يستطيع أن يعود إلى أكثر من قرن للعثور على مبدع حقيقي في المغرب لم يخرج من “جبة” الإبداع المشرقي. إنها “بضاعتنا ردت إلينا”. وفي مستوى آخر، سنجد أن المشرق لا يعترف بحقيقة وجود إبداع مغربي في كل المجالات. أنصتي إلى الإعلام السمعي البصري المصري اللبناني السوري العراقي، لن تجدي فيه، إلا في ما ندر، إشارة إلى “شيء ما” يحدث في المغرب. كما يمكنك أن تلاحظي كم المعاناة التي يشعر بها، خصوصا الروائي المغربي، عندما يريد كتابة حوار بالدارجة المغربية، فمعظم دور النشر المشرقية، ستطلب منه أن يشير في الهامش إلى ترجمة ذلك إلى لغة عربية مفهومة، وهذا ما لا نجده في روايات نجيب محفوظ، الطيب صالح، حنة مينة، وحيد الطويلة. فاللغة المحلية ليست مجرد مكمل للعمل السردي، ويمكن الاستعاضة عنه بالفصحى، بل هي عصب الارتباط بزخم المكان والناس والأشياء. حاولي أت تجردي روايات وحيد الطويلة من حواراتها العامية، سوف تفتقدين زخم الحياة ومصداقيتها في العمل. المشرقي يقول: أنام ملء جفوني عن شوارد لغتي المحكية، وعليكم في كل العالم العربي أن تفككوا شفرة لغتي، لكنه فجأة يشعر بالكسل ولا يريد أن يبذل ولو مجهودا بسيطا للوصول إلى بعض “مياه” لغتنا المحكية. كما أننا ما زلنا نكرس هذه العقدة، فمعظم أطروحاتنا الجامعية تنجز حول أعمال مشرقية، وكذلك استشهاداتنا وكتاباتنا النقدية، حتى من طرف الذي يدعون الانتصار لخصوصية الإبداع المغربي.
3/ نشرت أول مجموعة شعرية بعنوتن “كنت أهيئ صمت الانتظار” سنة 2009، ونشرت مجموعة أخرى عن بيت الشعر سنة 2017 بعنوان “متاهات برائحة الفجر”، ثم جاءت باكورة “سدوم” عن دار الآداب، بيروت، سنة 2015، حدثنا عن هذا المسار وهذا التحول من الشعر إلى الرواية؟
أريد فقط أن أشير إلى أنني نشرت رواية “ليل العائدين” عن دار العين المصرية سنة 2018.في الحقيقة هو مسار إبداعي لا أدعي فيه أنني أنجزت تحولا من صنف أدبي إلى آخر. صحيح أنني قدمت نفسي للعالم كشاعر لسبب بسيط هو أن الملتقيات الشعرية تتيح إمكانية الالتقاء المباشر بين القارئ السمّيع والشاعر، على عكس الرواية. لقد بدأت في كتابة الرواية بتساوق مع كتابة الشعر في سن مبكرة، لكن الوضع الإبداعي بالمغرب في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، كان يضع الشاعر في مرتبة، ربما، أعلى من الرواية، فالحماس الشعري كان يتيح إمكانية الانفعال مع قضايا الشعب ومصير الأمة وهموم اليومي، وهو ما لا تنجزه الرواية إلا بشكل أقل انفعالا وأكثر هدوء وبرودا من الشعر.ربما تعرّفَ علي البعض من خلال روايتي “سدوم”، لكن سدوم لا تمثل إلا ورقة التحرير النهائية البيضاء التي يقدمها الطالب للمصحح، وهذا يعني أنني سودت كثيرا من الكتابات السردية التي كانت بمثابة تمرينات وتجارب تفاعلت مع ما كان سائدا من المتن الروائي العربي. هناك دوما قناعة باطنية لدى كل مبدع، وهو أنه يمثل الحارس والرقيب الأول على تجربته الأدبية، في أعماقه يشعر أن أعمالا ما ما تزال دون مستوى النشر، وهناك أعمال آن لها أن ترى النور، وهذا ما جعلني أتأخر طويلا في نشر أعمالي سواء الشعرية أو النثرية، وجعلني لا أكاد أميز بين صوتي الشعري وصوتي السردي، دون أن أدعي أنني لحظة الكتابة لا أفصل بينهما، وإنما أحاول أن يكون شعري امتدادا لصوتي السردي، وأن يكون سردي عابقا بانفعالي الشعري الذي يحكم على اللغة أن تتخذ منحى جماليا لا علاقة له باللغة المشتركة السائدة.
4/ أحداث رواية “سدوم” تفاعلت مع سياقات سياسية ودينامية اجتماعية. كيف ترى وتقيّم مآلات هذه الديناميات؟
لا أستطيع أن أنوب عن عمل الناقد في الإجابة عن هذا السؤال، لكنني من خلال نرجسية إبداعية لا يستطيع المبدع الانسلاخ عنها، يمكنني أن أقول لك إنني كنت أعتقد أن “سدوم” هي رواية لاسياسية a politique ،بالمعنى الذي كان يعطى للسياسة في الرواية العربية في السبعينات والثمانينات، حيث الهتاف والحماس ولغة البيانات الغاضبة والعاطفة القومية والإيمان برسالة الأمة الخالدة. ومع ذلك لم أستطع أن أفلت من شراك السياسة، لكن من خلال أبعاد أخرى وانتظارات أخرى وتجارب مغايرة. فلحظة 20 فبراير هي لحظة مفصلية في تاريخ المغرب، لا بمعنى أنها ترقى إلى مستوى أحداث ماي 1968 بفرنسا التي كان لها تأثير على العالم كله، ولكن بمعنى تغيير الخطاب والرؤية والآفاق. لأول مرة نحن أمام حدث لا جهة تدعي أبوتها له، ولا يوجد وراءها زعيم أو حزب أو كتلة اجتماعية ما. إنها أحداث راهنت على مفاهيم المواطنة وحرية التفكير والمعتقد والمساوة بين الجنسين وحرية المواطنين في تقرير مصيرهم، وقبول الآخر المختلف. للأسف تم الالتفاف على الحركة، وتم ركنها في قمطر التاريخ، لكنها مع ذلك فتحت مسارب في الوجدان والعقل والحساسية المغربية، وأعتقد أن هذا الشرط السياسي بكل ديناميته الاجتماعية وزخمه الشبابي هو الذي تقف سدوم على أسواره .
5/ كيف ترصد المشهد الروائي المغربي، والمشهد الثقافي العام؟
في الحقيقة أجد نفسي أمام مفارقة بارزة لا أعرف إن كان الآخرون يشاركون فيها، وهي أنه في الوقت الذي حقق فيه المشهد الروائي المغربي قفزة لا يمكن إنكارها من خلال تجارب بعض الروائيين التي فرضت نفسها حتى على المؤسسة المشرقية، نشرا ونقدا، والتي لا تتوسل جدارتها من خلال التمسح بأذيال التجارب الروائية المشرقية، على عكس الشعر الذي ما زالت الأبوة الدرويشية الأدونيسية السيابية البياتية مهيمنة عليه. وأعتقد أن لدي تفسيرا لهذا الأمر، وهو أن الشعر ضارب في القدم في المشرق، ويعتبر ديوان العرب، والشاعر المعاصر لا يمكنه أن يحوز جواز الدخول إلى “بوليس” الشعر العربي ما لم يمنحه حراس المدينة القدامى هذا الجواز، وهؤلاء فرضت الأقدار أن يكونوا دوما من المشرق، على عكس الرواية التي لا تنتمي إلى العرب، وبالتالي إلى الشرق، بل هي مكسب بورجوازي تحقق مع بداية عصر النهضة الأوربية، ثم اكتسح العالم بعد ذلك. هنا يجد المغربي نفسه متحررا من سلطة المشرق، رغم هيمنة نجيب محفوظ في فترة من الفترات، لأن المغربي يوجد أمام تجارب لاتينية أمريكية آسيوية روسية قيصرية، أتاحها له اطلاعه المعرفي الواسع وإتقانه للغات الأوربية. لكن بالمقابل، أمام زخم التجربة الروائية المغربية، أجد ركودا على مستوى المشهد الثقافي العام. لقد نشأنا على أصوات ثقافية كانت تملأ رحاب المدرجات الجامعية والمجلات والجرائد والكتب، من العروي إلى الجابري إلى أومليل إلى برادة إلى سبيلا إلى بنعبد العالي إلى مفتاح إلى اليابوري إلى بنيس إلى راجع، وغيرهم ممن بصموا المشهد العام في المغرب. لكن ماذا تبقى الآن؟ بعض الأصوات القليلة: كيليطو، يقطين. يعني بقدر ما تقدم المشهد الروائي، بقدر ما نكص المشهد الثقافي العام.
6/ كيف تنظر إلى الجوائز الثقافية في العالم العربي؟
يمكنني أن أزعم أننا نعيش نوعا من الازدواجية في الشخصية، الكل يندد بالجوائز الثقافية، ويعتبرها شراء لذمم المثقفين، وكسرا لكبريائهم واستجلابا لصمتهم، لكن ما أعرفه هو أن المنددين بذلك كانوا دائما يشاركون في هذه الجوائز، وفي غيرها من الملتقيات الخليجية، ولم يستفيقوا سوى اليوم تحت تأثير التنديد بالتطبيع الخليجي مع إسرائيل. لكن بالمقابل، ماذا تقدم الجوائز الثقافية في باقي الدول العربية؟ خذي جائزة المغرب مثلا، أليس في ما تقدمه إهانة للمثقف المغربي، أمام ما يكسبه المغنون الهابطون من جوائز مالية مرتفعة جدا؟ ومن جهة أخرى، أجد أن الذين ينددون بالمشاركين في الجوائز العربية، هم من يذهبون للمعارض الدولية والمكتبات لشراء المؤلفات المتوجة التي تحمل إعلانا تجاريا واضحا: اللائحة الطويلة، اللائحة القصيرة، جائزة البوكر، جائزة كتارا، جائزة المغرب. أما المؤلفات التي لا تحمل هذه اليافطات التجارية، فهي مجهولة تماما، ولا أحد يلتفت إليا حتى من طرف أولئك الذين يدّعون أن الجائزة لا تصنع المثقف أو المبدع. غريبة هذه الازدواجية، أليس كذلك؟
7/ تعيش الإنسانية تداعيات كوفيد 19 الصحية بآثاره على المجتمع والثقافة والقيم والسلوكات، كيف ترى هذه التحولات السريعة؟
سأذكرك فقط بما سبق لأدونيس أن أشار إليه: لو حدثت كارثة عظمى تهدد الإنسانية كلها، ماذا سيقدم العربي؟ الآتون من الدول المتقدمة سيقدمون شيئا ما لمواجهة الكارثة، الأوربي، الأمريكي، الياباني، الصيني، الكوري، الهندي… سنكون أمام اختبار حقيقي لكينونتنا الإنسانية، إما أن نكون أو لا نكون، وهنا ستنتهي البلاغات والخطب العاطفية والإثارات الحماسية، ليبدأ الفعل الحقيقي: العلم والعقل. هذا ما يفرضه علينا وباء كوفيد 19 اليوم، إما أن نشارك بجامعاتنا العلمية، وتجاربنا الطبية، وقدرتنا السياسية على التخطيط واستجابة المواطنين العاقلة لتدابير الوقاية الواعية من الوباء العالمي، وإما أن نملأ الدنيا نواحا وزعيقا وأدعية، وستدوسنا الأرجل. إنها، كما قلت، تحولات سريعة، ونحن لم نألف سباق المسافات السريعة، لأن رمال الصحارى تكبل أقدامنا على الجري برشاقة الغزلان.
8/ سؤال أخير: ماذا عن مشاريعك الإبداعية الأخيرة؟
لدي الآن، ومنذ أكثر من سنتين مجموعتان شعريتان جاهزتان، قدمت إحداها للنشر بدار مغربية، ووقعت العقد من طرفي، وفوجئت بالرفض تحت مبرر أن الشعر سلعة غير رائجة اليوم، وقدمت الثانية لدار نشر أخرى، بعدما التقيت صاحبها منذ سنتين بالمعرض الدولي للدار البيضاء، لكنه لم يرد علي بكلمة واحدة. ولدي عمل روائي بعنوان ” رسائل المتحول” وقعت عقد نشره أنا والمسؤول عن المركز الثقافي العربي سنة 2019 لكن أحداث لبنان ألقت بظلالها السلبية على نشر الرواية، وما زلت أنتظر. ولدي أعمال أخرى جاهزة ما زلت أنتظر كيف سأنشرها، خصوصا وأن الوباء العالمي أجل كل شيء.
شكر صديقتي الشاعرة الأنيقة إيمان.