إضاءات ..حلقات تنشرها “اليوم السابع “حول شخصيات بَصَمَتْ… الإضاءة الثانية : الشاعر محمد علي الرباوي / المغرب

حلقات مشرقة تطل على حدائق من أدب، أرائكها حروف من ذهب.

                =================

إعداد :إيمان الونطدي 

                        =================

 1- سيرة ذاتية 

محمد علي الرباوي (ولد سنة 1949 بقصر أسرير، تنجداد، الراشيدية.) شاعر مغربي، عملَ معلما للغة الفرنسية منذ 1967، ثم أستاذا مساعدا بكلية الآداب بجامعة محمد الأول بوجدة. 

حصل على إجازة في اللغة العربية وآدابها سنة 1982 من كلية الآداب بوجدة، وعلى شهادة الدراسات الجامعية العليا سنة 1984 من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس، ثم على دبلوم الدراسات العليا في الأدب العربي سنة 1987.، ثم حصل على دكتوراه الدولة من جامعة محمد الأول بوجدة 1994 في موضوع العروض برسالة تحت عنوان “العروض: دراسة في الإنجاز” بإشراف د. محمد السرغيني.

التحق باتحاد كتاب المغرب سنة 1976، وبرابطة الأدب الإسلامي العالمية عام 1405هـ / 1985، وله كتابات شعرية بمجموعة من الصحف والمجلات منها: “العَلم” و”البيان” و”المشكاة” (المغرب)، مجلة آمال، مجلة الجيش الجزائرية، الفكر (تونس)، الهلال، الزهور، الشعر، الكاتب، إبداع (مصر)، الأديب، الآداب (لبنان)، الثقافة (سوريا)، الطليعة الأديبة الثقافية، أقلام (العراق)، مجلة البيان (الكويت).

 أصدر مجموعة من الأعمال الشعرية:

البريد يصل غدا: شعر، ديوان مشترك / محمد علي الرباوي، حسن الأمراني، الطاهر دحاني، مطبعة بوزيد، البيضاء، 1975.

الكهف والظل، مطبعة الثقافة، وجدة، 1975.

هل تتكلم لغة فلسطين؟ قصيدة، وجدة، مطبعة النهضة.

الطائران والحلم الأبيض، ديوان مشترك / م. ع. الرباوي ومصطفى النجار، المطبعة الثقافية، وجدة، 1978.

الأعشاب البرية، المطبعة المركزية، وجدة، 1985.

البيعة المشتعلة، منشورات المشكاة، وجدة، 1987.

عصافير الصباح (للأطفال)، منشورات المشكاة، وجدة، 1987.

الرمانة الحجرية، منشورات المشكاة، وجدة،، 1988.

الولد المر + أطباق جهنم + الأحجار الفوارة + أول الغيث. منشورات المشكاة، وجدة 1995.

مواويل الرباوي + من مكابدات السندباد المغربي، دار النشر الجسور، وجدة 2002.

قمر أسْرير، دار النشر الجسور، وجدة 2002.

كتاب الخراب، شركة مطابع الأنوار المغاربية، وجدة 2009.

دم كذب، شركة مطابع الأنوار المغاربية، وجدة 2009.

كتاب الشدة، شركة مطابع الأنوار المغاربية، وجدة 2009.

الأعمال الشعرية الكاملة: رياحين الألم، منشورات وزارة الثقافة المغربية في مجلدين 2010/2011.

كتاب المراثي، شركة مطابع الأنوار المغاربية، وجدة

=================

2- نماذج شعرية  

الفجر ( إلى وساط عبد القادر)

   يَا عَبْدَ الْقَادِرِ هَذَا الْفَجْرُ اقْتَرَبَتْ مِنْ هَذَا الْقَلْبِ غَلَائِلُهُ وَيَدِي مَا زَالَتْ تَمْتَدُّ إِلَى النَّوَّارِ الْمَنْثُورِ عَلَى قَارِعَةِ الْبَحْرِ وَوَجْدَةُ مَا عَادَ بِهَا أَعْمَامٌ لَا عَادَ بِهَا أَخْوَالٌ لَا عَادَ بِهَا أَرْقَطُ زُهْلُولٌ لَا عَادَتْ بِشَوَارِعِهَا الْأَشْجَارُ تُظَلِّلُ أَحْلَامِي الْعَطْشَى هَذَا زَكَرِيَّاءُ بِصَحْنِ الْغَابِ وَعَيْنَاهُ عَلَى الْبَابِ لَعَلَّ يَداً فِي حَجْمِ الْوَرْدَةِ تَطْرُقُهُ قَبْلَ أَذَانِ الْفَجْرِ فَتَنْتَشِرُ الْأَطْيَارُ بِعَيْنَيْهِ وَتُزْهِرُ فِي خَدَّيْهِ الْأَقْمَارُ تَيَتَّمَ يَا صَاحِ حَبِيبِي وَأَنَا مَا زِلْتُ أَمَامَ الْأَسَدِ الْحَجَرِيِّ بِهَذَا الْأَطْلَسِ أَنْتَظِرُ الْفَجْرَ وَهَذَا الثَّلْجُ الْأَزْرَقُ يَقْطُرُ مِنْ عَيْنَيَّ الْمُمْطِرَتَيْنِ يُغَطِّي إِفْرَانَ بَيَاضٌ فِي عِزِّ الصَّيْفِ الْقَاهِرِ تَرْحَلُ قُدَّامِي الْأَشْجَارُ وَهَذِي الشَّلَّالَاتُ يُمَزِّقُهَا الظَّمَأُ الْفَوَّارُ فَيَا عَبْدَ الْقَادِرِ رُشَّ تُرَابِي بِنَدَى الْخَبَبِ الصَّاخِبِ مُسْتَوْدَعُ هَمِّي أَنْتَ فَخَبِّئْنِي فِي أَشْعَارِكَ إِنِّي الْآنَ أَشُمُّ رَوَائِحَ مِنْ صَدْرِ امْرَأَةٍ تَسْكُنُ فِي أَطْرَافِ الْقَرْيَةِ تَسْتَنْشِقُنِي أَعْشَابُ ذِرَاعَيْهَا الْوَاسِعَتَيْنِ الضَّيِّقَتَيْنِ فَبَشِّرْهَا بِي.. بَشِّرْهَا يَا عَبْدَ الْقَادِرْ

إفران: 17/08/2015

===================

3 – الشعر القصير 

هِيَ الشَّمْسُ يَسْتُرُهَا عَنْ عُيُونِي السَّحَابُ 

وَيَحْجُبُ وَجْهَ الْمَلِيحَةِ هَذَا الْحِجَابُ 

وَأَنْتَ بَعِيدٌ إِذَا أَنْتَ تَقْتَرِبُ 

فَكَيْفَ بِرَفْعِ حِجَابِكَ تَحْتَجِبُ؟

    ===================

مَارَسَتْنِي شَوَارِعُ وَجْدَةَ هَذَا الْمَسَاءْ 

فَتَسَلَّقَنِي مَارَسْتُ صَفْصَافَهُ

فَتَعَلَّمْتُ كَيْفَ أَمُوتُ مُدَلًّى

وَلَكِنَّ وَجْدَةَ قَالَتْ: تَعَذَّبْ

فَفَضَّلْتُ هَذَا الْعَذَابَ

لِتَكْتَشِفَ الْأَرْضُ ذَاتِي

وَأَكْتَشِفَ اللهَ فِي هَذِهِ الذَّاتْ

======================

 4 – الشاعر محمد علي الرباوي بعيون الأدباء 

 الشاعر /بوعلام دخيسي

حينما يجتمع الأدب بالأدب وتنسجم الكلمة مع صاحبها.. حينذاك لابد أن تتحدث عن الشاعر محمد علي الرباوي. شاعر يكبر قدره ولا يكبر الطفل في صدره.. شاعر يحلو لي أن أسميه شاعر الأجيال، فهو من جيل الخمار كنوني والمجاطي وبنطلحة وأمينة والزبير وهلو وعريج وفدوى ومهداد.. شاعر يشعر بالشعراء ويحبهم ويمد يد التشجيع للجميع دون أن يمارس على أحد دور الأستاذ وإن كان أستاذا فعلا، درس الشعر في المنابر الجامعية ونقل ما تعلمه فيها وما عملته إياه الحياة فكان مدرسة مستقلة علمت الكثير من الشعراء الكثير من المبادئ وأهمها أن تكون إنسانا قبل أن تكون شاعرا. 

              ===============

العربي الرودالي / الناقد في سوسيولوجيا الأدب

محمد علي الرباوي شاعر يمتلك نهجا خاصا به..شعره يرفرف بجناحين على محمل الذات..التجربة كحدث يحضن قضية.. ثم اللغة كأسلوب يسرد الحدث بانتشار…فالتجربة تهيئ القصيد لاستقبال موسع يتجاوزها إلى إبداع الإبداع..أما اللغة فتحيى بقلبين..واحد يضخ ظاهريا على جسد القصيد سيوله الأسلوبي، والقلب الآخر ينبض باطنيا كل شاعريته ..فيكون تحليق النص في سمو تحلو معه القراءة وتلقيها.

 ===========

 الشاعرة /البتول المحجوبي

في الحقيقة أعجز عن الحديث عن الرباوي في بضعةأسطر، ولو تسنى لي أن أتحدث عنه في صفحات -لربما- عجزت عن ذلك أيضا، لكني أستطيع أن أقول عنه في هذه الجمل القليلة -والمقام يقتضي ذلك- إنه “الرباوي العظيم” .. ليس على المستوى الإبداعي والمعرفي فقط، وإنما يزيده محبة في قلوب من “عرفوه” إنسانيته غير المتناهية، وحلمه وتواضعه الجم، وأقتطف هذا المقطع من نص كنت أهديته إياه في حفل تسليم جوائز الفائزين بمسابقة الإبداع الشعري التي ينظمها الصالون الأدبي بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، والتي حملت اسمه في دوتها الخامسة دورة”محمد علي الرباوي”:

يا أبتاه 

خط الحلم الخيبة فوق عيون الناس 

وتاه 

لكني أزرع في هذي الأرض الجاحدة 

البسمة تتلوها البسمة 

-مثلك- 

أسقيها من ماء الشعر

فيخضر القلب/الشعر/العمر 

فأغدو قيثارا 

يعشق عزف مواويل الرباوي

  ===============

 الشاعر/الزبير الخياط

الشاعر محمد علي الرباوي جمع بين الشاعرية والأستاذية

الشاعر الذي امتد عمره الإبداعي إلى أكثر من نصف قرن وشارف على عشرين إصدارا شعريا منذ سبعينيات القرن الماضي ويعد بذلك من أكثر الشعراء المغاربة انتاجا وانتظاما في الإبداع . كما كانت رسالته الجامعية لنيل الدكتوراه أهم دراسة أدبية حديثة في العروض العربي وللأسف طبعها الشاعر بنسخ محدودة على نفقته رغم توصية الجهة المشرفة على مناقشتها بطبعها و أعتبر هذا التقصير من الجامعة تبخيسا للبحث المغربي الجاد.

الشاعر الرباوي ذو مرجعية ثقافية عربية أصيلة وغربية فرنسية مع دفاع عن الخصوصية المغربية في الإبداع وقد تواشجت هذه المرجعيات في إبداعه فأثرته وسمته بالجدة و الأصالة. 

وعن أستاذيته فإن الرباوي كان الحاضن الروحي لكثير من شباب شعراء المغرب في التسعينيات وبعدها دون أن يفرض عليهم توجها فنيا أو إديولوجيا وظل بذلك يحظى باحترامهم وعرفانهم.

 


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...