إضاءات ..حلقات تنشرها “اليوم السابع “حول شخصيات بَصَمَتْ.. حلقات مشرقة تطل على حدائق من أدب، أرائكها حروف من ذهب..الإضاءة الثالثة :الشاعرة التونسية فوزية العكرمي

  قصائد المبدعة فوزية العكرمي تتصل باليومي و الوجداني بشعرية لاتفقد الغنى و العمق في المضمون

  إعداد الشاعرة والاعلامية: إيمان الونطدي   

 ****************

1 – سيرة ذاتية (فوزية العكرمي)

-شاعرة تونسية

-عضوة بإتحاد الكتاب التونسيين

-أستاذة الأدب و اللغة العربية

-أسّست العديد من النوادي الأدبية والثقافية 

تشرف على العديد من فروع لجمعيات أدبية تونسية وعربية 

-نشرت جل أعمالها بالصحف و المجلات التونسية و العربية

-لها مشاركات في العديد من التظاهرات الأدبية و الفكرية الوطنية والعربية 

تمّ تكريمها في أكثر من ملتقى وطني وعربي (الجزائر –العراق – المغرب –مصر –ايران –)

كُتب حول تجربتها الشعرية  العديد من المقالات أبرزها (كتاب ظلّ حلم الذي صدر  في ايران  للدكتور جمال نصاري ) وقريبا سيصدر ديوان شعري مشترك في كردستان بينها وبين الشاعر الكردي “فرمان هدايت “

-صدرت قصائدها في أكثر من ديوان شعري مشترك تونسي وعربي 

-ترجمت أشعارها الى لغات عديدة …الفرنسية –الأنقليزية –الاسبانية-الفارسية-الكردية-الأندونيسية 

-من مؤلفاتها:

-وجوه أخرى للشجن(2005)

-ذات زمن خجول(2011)

-كان القمر لي (2014)صدر بلندن

– جدير بالحياة(2017) تونس

لها تحت الطبع :

-مجموعة قصصية(هبوط اضطراري) 

كما أسهمت في انجاز بحوث عديدة تربوية خاصة ومقالات متنوعة في صحف تونسية (الشارع المغاربي )ومصرية (الاثنين …اليوم وغيرها )

                           ***************

1-نماذج شعرية 

فرح معتوه كغصن يابس

ماتت أمّي ذات عيد وطني

وكنت أعتقد أنّ الأعياد من طينة الأنبياء

 لا تخون

تظلّ تحرس بوّاباتنا الخلفية حتّى آخر رمق في النشيد الوطني…

ماتت أمّي قبل أن يرفعوا الأعلام في السّاحات العمومية

قبل أن تخرج ألسنتهم من مكبرات الصوت وتفرّ عيونهم إلى أوطان أكثر أمنا وسلاما

لكنّها بكلّ بساطة سلّمتنا المفاتيح

قرأت على أرواحنا الفاتحة 

تمدّدت على الفرح المعتوه كغصن يابس

  تبخّرت في الذبذبات المرتعشة في الحناجر

ذات عيد وطني…

هاتفتني صباحا 

قالت أحتاج كحلا وسواكا فالأعياد هنا باهتة

والنّاس يتنفّسون بصعوبة كلّما هاجمتهم الأعياد منفردة

أحتاج…

أحتاج أن أراك

ودعت الأعياد مذ رحلت…

الأعياد كذبتنا لننسى كلّ الذين رحلوا على حين غفلة

ولم نثأر لموتهم

 

           ******************

 مزاجي الغيوم 

تجَاهَـلْ الذين يعكّرون مزاجك

وقُلْ أنا مزاجي لا يُعكّره أحد 

 مزاجِي… أودعْتُهُ غيْمةً ممطِرة 

منَحْتُهُ الامْتِدادَ 

لِيُحلّق في سماء سابِعة

عنْدما تلتصِقون أنتم كالدّودِ بالأرْضِ

تراجعون دروس السّرابٍ

وتحفرون حفرًا بحجْمِ حبّة سمسم في الهواء الطلق

تُوارون فيها أحلامكم الميّتة 

فيمَا الحقِيقةُ تسْتبْقِيني لِحفْلتها التنكّرية 

ياه يقْتلكم الزّيفُ والكبرياء

تقتُلكُمْ أظافِركم عنْدما تطولُ خارِج المرآةِ

وتمتدّ لتقْطِف وُجوه الحالِمِين 

تقتلكُمْ ابتساماتكم المغشوشة عندما ترتدّ على وجوهِكُمْ 

من آخرِ سهْمٍ نذرتموهُ للفوزِ بالسّباق

      **********************

 خارج شهادة الميلاد

حلُمتُ بكَ 

قبل أن تحبَلَ بك أمُّك

اخترتُ اسمك

سوّيت  من حبل سرّتك أرجوحة 

طبعتُ جسمك بخالات سرّية

لا يراها إلّا جسدي…

وعندما كبرتَ

ولدتُك من جديد

كنتُ أحتاج إلى ربع قرن فقط لولادة قيصرية 

وكنتَ تحتاج إلى أمٍّ لا تضيّعك باسم التقاليد والأعراف

بامكاني اليوم أن أصنعَ من طين الأحلام

العاشق الذي أحبّ

أتصيّد الأرحام اليابسة

وأهتف بأيّ اسم خارج شهادة الميلاد

ليبزغَ حبيبٌ دون ملامح تحت وسادتي

      *******************

3-الشاعرة فوزية العكرمي بعيون الأدباء 

الشاعر الأهوازي: جمال نصاري

تبحث فوزية العكرمي في مجموعتها الشعرية ” كان القمر لي” عن نوافذ ابداعية لتصوّر للكون مالايمكن تصويره من خلال الكتابة الواعية أو من خلال الكتابة العلمية. هي تبحث عن مخرج لكي تتجاوز العروبة الدامية والدين التسلطي والغزاة الجدد وشيوخ القبيلة وغربة الوطن متجهة نحو أحلام ورؤى بيضاء نحو أحزمة عازفة يمكن أن توفر امكانية الحياة بكل جنونها يمكن أن تعطي للحياة حرية ترفض من خلالها مغادرة البلد وان صار في حجم الكفن/ وان تفاقمت المأساة.

                   ******************

 الناقدة جوانا إحسان أبلحد – العراق 

ملبورن / استراليا

فوزية العكرمي، تكتبُ الشِّعر بأسلوبية حصيفة لغوياً ودلالياً. وعندما أقرأ نصِّها أحدسُ أن الكنايات تقلَّبتْ طيِّعاً / طيِّباً بمِجْمَرةِ العبارة الشِّعرية وعليهِ أشمُّ برؤاها رائحة الشواء الشعوري وفعل التلقي لها يكون مُقدَّداً وشهياً بالكثير..

موضوعاتها الشِّعرية مؤنسة/ مُتنوِّعة، ومجموعها أشبه بزنبقة مائية تطفو على مجرى الوجدان الرحب والثقافة الوسيعة بكافةِ المجالات الحياتية. 

أجل عزيزتي فوزية، طوبى لنا بوجدانِكِ الإبداعي الرهيف والحصيف في آن، وفيكِ اِنطوى الجمال الإبداعي الأبهى والأبقى أيتها المُتورِّدة جٌلَّناراً. 

            *******************

 الباحث و الناقد محمد صالح عبد الرضا تشرين الأول 2020

قصائد المبدعة فوزية العكرمي تتصل باليومي و الوجداني بشعرية لاتفقد الغنى و العمق في المضمون فهي تخلص للكلمة (خلاص الغصن للجذر و تسير من بديع الى أبدع فالموهبة لديها أقوى أسباب الابداع . هي لاتتكلف الغموض لتقترن قصيدتها بفهم و رصانة و ثقة لبلوغ المعنى الاناني بروح هادئ                                             

 


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...