كريم الصامتي ،أستاذ الفلسفة و باحث في قضايا الفكر الإسلامي لـ “اليوم السابع” ” لمواجهة الارهاب ينبغي مواجهة وقوده أولا وهو الفكر الراديكالي الدائري المنسد الأفق

عن طريق تنشئة اجتماعية حداثية ترتكز على إشاعة مبادئ حقوق الإنسان ذات الأبعاد القيمية الكونية

القنيطرة:جواد الخني

في سؤال حول  طبيعة الخلية التي تم تفكيكها يوم الخميس 10 شتنبربمدن تمارة الصخيرات،تيفلت وطنجة قال كريم الصامتي ،أستاذ الفلسفة و باحث في قضايا  الفكر الإسلامي “لا بد أن نعلم بان الإرهاب هوفعل عدائي منهجي وقصدي، ينبثق ضرورة عن التشبع بفكر دغمائي متطرف ذي خلفية فكرية تاريخية أيديولوجية غير متساوقة والسياق الزمني المضارع، ما يجعل المؤمنين بمنطلقاتها يعيشون نوعا من الاغتراب داخل واقع مرتفع عن أفق انتظاراهم، يستعصي عليهم الانخراط فيه خصوصا أن طبيعته هي التغير المستمر بشكل يرفض الثبات. على عكس حلمهم الماضوي الذي يريد استعادة الذات المفقودة وبعثها من رمادها من جديد، هذا الأمر الذي ليس إلا رقصا مسعورا يساهمون به في تعميق الشرخ وإحداث قطيعةإيبستيمولوجية ووجدانية مع التراث.”

وتوقف الصامتي عند ” عدم قدرة حاملي الفكر المتطرف على الاندماج في واقع متحرك، وبدل أن يحاولوا تغيير ما بأنفسهم يسعون لتغيير الواقع من حولهم عن طريق سعيهم الحثيث لزعزعة الاستقرار النفسي عن طريق سلك مسلك التخويف وشق لحمة المجتمعات، ومحاولة إظهار ضعف المؤسسات الرسمية أمام الرأي العام، لنزع الثقة في مؤسسات الدولة من نفوس المواطنين، ومن ثمة الاسقاط الرمزي لدورها الأساسي وهو ضمان حماية المواطنين كأسمى غاية تمنح الشرعية لقيام الدول. “

تبعا لذلك، يشير الباحث المغربي، في تصريح لجريدة “اليوم السابع “ الإلكترونية، لمواجهة الارهاب “ينبغي مواجهة وقوده أولا وهو الفكر الراديكالي الدائري المنسد الأفق، عن طريق تنشئة اجتماعية حداثية ترتكز على إشاعة مبادئ حقوق الإنسان ذات الأبعاد القيمية الكونية، وعلى رأسها اعتبار الإنسان غاية في ذاته وليس وسيلة. ومن هذا المنطلق يتم الاعتراف بالأفراد كذوات وكيانات مستقلة ومختلف بعضها عن بعض فكريا وروحيا ووجدانيا … تتعاقد وفق اختيارات برغماتية معينة لتبادل الخدمات والمصالح في إطار كوني وإنساني شامل وعام. “

وفي العلاقة  بالخلية الإرهابية التي تم تفكيكها مؤخرا من طرف الاستخبارات المغربية ،اعتبرها المتحدث نفسه ” تندرج في تدخل استباقي محكم ينم عن جاهزية ويقظة أمنية للأجهزة الأمنية للدولة، والتي ترتبط تنظيما وفكرانيا بتنظيم ما يسمى ” الدولة الإسلامية”، هذه الخلية الإرهابية هي أيضا حلقة تنهل من مبادئ تصور فكري حاضن ومحرض للتطرف ومن ثم تطبيقاته العملية عن طريق ابتداع كل أشكال العنف والإرهاب. ولمواجهة مثل هذه الظواهر لابد في ، اعتقادي، من التركيز على التربية والتعليم والمؤسسات الدينية الدعوية والمؤسسات الثقافية والفنية والاعلامية، لمحاصرة مثل هكذا فكر ومحاربة كل روافده ومراجعه والمنصات التي يرتقيها علنا أو خفية لنفث سمومه داخل المجتمع، مع الحرص على تعرية همه الوحيد والأوحد وهو نشدان امتلاك السلطة السياسية بذريعة رغبته تطبيق الشريعة لإنقاذ الأمة من الظلال بتبرير جد واه يسمونه بالخلافة الراشدة. “

وأكد الصامتي ” للأسف انخراط حاملي مثل هكذا مرجعيات فكرية تنظر إلى الماضي كأفق للحاضر والمستقبل في المؤسسات السياسية وتقبلها التكتيكي للمنهجية الديمقراطية من منطلق المضطر لا جناح عليه هو ما يشكل تخفيا للتطرف في لبوس السياسي الذي يشتغل بمنطق التقية والتربص إلى حين ينعان الشروط الاجتماعية والسياسية للانعراج المنفرج او الحاد حسب الظروف والسياقات الإقليمية والدولية. وما يكشف تبني مثل هؤلاء الفاعلين السياسيين لفكر ذي منطلقات وغايات سياسية/دينية متطرفة هو تكسيرهم لمبدأ التواري والتخفي الفكري، هو خروجهم من حيث لا يشعرون أحيانا، لكشف مرجعياتهم ورموزهم كما حدث مؤخرا بمدينة تمارة من تسمية أزقة المدينة بأسماء شيوخ الفكر التكفيري الوهابي، من طرف  المجلس الجماعي للمدينة والذي يقوده حزب العدالة والتنمية وهي رسالة واضحة لتعبر عن ارتباط المؤسسة الحزبية ذات المرجعية الأيديولوجية الدينية الضيقة بسياق فكري وتنظيمي وسياسي إخواني له مشروع إقليمي كبير. “

وشدد الباحث في قضايا  الفكر الإسلامي “ما ينبغي في نظري، هو عدم تمكين منشدي الفكر الراديكالي كيفما كانت مشاربه، من اعتلاء منصات القول والفعل السياسي والثقافي والتربوي والديني خصوصا،إذ ينبغي على مؤسسة الدولة عدم السماح بالنفوذ إليه من جهة، وفتح المجال للفكر الأنواري بالذيوع  والحضور والتأثير بالتأسيس لمجتمع عصري حداثي عن طريق جدة وجرأة في التشريع وتمكين الأفراد من مقاومة تمظهرات نمط العيش الماضوي بأنماط عيش منفتحة أكثر تحررا على المستوى الفرد من جهة أخرى.”

 

 

 

 

 

 


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...